ثنائية مبابي تقود ريال مدريد لتحقيق فوز مثير على ليفانتي في الدوري الإسباني. نستعرض كيف حسم النجم الفرنسي المباراة.
ثنائية مبابي تقود ريال مدريد تفاصيل
بعد شوط أول أنهاه ريال مدريد متقدماً بهدفين نظيفين من توقيع فينيسيوس جونيور والموهبة الشابة فرانكو ماستانتونو ، دخل ليفانتي الشوط الثاني بروح قتالية متجددة. نجح أصحاب الأرض في ترجمة ضغطهم إلى هدف تقليص الفارق في الدقيقة 54 عن طريق رأسية من إيتا إيونج، مما أشعل مدرجات ملعب “سيوداد دي فالنسيا” وأعاد المباراة إلى دائرة الخطر بالنسبة للمتصدر. في هذه اللحظة التي كان يمكن أن يتسلل فيها الشك إلى نفوس لاعبي ريال مدريد، ظهر النجم الفرنسي كيليان مبابي ليؤكد قيمته كأحد أفضل اللاعبين في العالم.
في الدقيقة 64، انطلق مبابي داخل منطقة الجزاء ليتحصل على ركلة جزاء نفذها بنفسه ببرود أعصاب وثقة مطلقة على طريقة “بانينكا”، مسجلاً الهدف الثالث الذي أعاد الفارق إلى هدفين. لم يكن هذا الهدف مجرد إضافة للنتيجة، بل كان بمثابة ضربة نفسية قاضية لليفانتي الذي كان يحلم بالعودة. وقبل أن يستوعب أصحاب الأرض الصدمة، عاد مبابي بعد دقيقتين فقط، في الدقيقة 66، ليتلقى تمريرة ذكية من أردا غولر، وينفرد بالحارس ليراوغه بمهارة ويضع الكرة في الشباك الخالية، محرزاً هدفه الثاني وهدف فريقه الرابع. هاتان الدقيقتان كانتا كافيتين لتحويل مباراة متوترة إلى انتصار كاسح، وتجسيد الدور الحاسم الذي يلعبه مبابي في حسم المباريات الكبرى.
نتائج لأهم وأبرز مباريات اليوم الثلاثاء في مختلف الدوريات الأوروبية #مباريات_اليوم #الدوري_الإنجليزي #الدوري_الإيطالي #الدوري_الإسباني #ليفربول_نيوكاسل #انتر_ميلان #إشبيلية #كرة_القدم #البريميرليغ #الكالتشيو #الليغا pic.twitter.com/2KuSFz5T0X
— Newspoots (@newspootsfoot) September 23, 2025
كيف سيطر ريال مدريد على المباراة بالأرقام؟
بعيداً عن الأهداف الأربعة، كانت هيمنة ريال مدريد واضحة في كل أرجاء الملعب، وهو ما تعكسه الإحصائيات التي تؤكد أن الفوز لم يكن وليد صدفة بل نتاج تفوق تكتيكي وفني شامل. يمكن تلخيص هذا التفوق في النقاط التالية:
- الاستحواذ والتحكم: سيطر ريال مدريد على مجريات اللعب بنسبة استحواذ بلغت 62% مقابل 38% فقط لليفانتي، مما أتاح له فرض إيقاعه والتحكم في نسق المباراة.
- الفعالية الهجومية: أطلق لاعبو النادي الملكي 24 تسديدة على مرمى ليفانتي، منها 10 تسديدات بين القائمين والعارضة، وهو رقم يعكس الشراسة الهجومية للفريق. في المقابل، اكتفى ليفانتي بـ 11 تسديدة، منها اثنتان فقط على المرمى.
- جودة الفرص: تؤكد إحصائيات الأهداف المتوقعة (xG) هذا التفوق، حيث بلغت قيمة الأهداف المتوقعة لريال مدريد حوالي 3.54، مما يشير إلى أنهم خلقوا فرصاً حقيقية وخطيرة، بينما لم تتجاوز قيمة xG لليفانتي 1.58.
- التألق الفردي: إلى جانب مبابي، قدم فينيسيوس جونيور أداءً مميزاً بتسجيله الهدف الافتتاحي وصناعة هدف ماستانتونو، ليؤكد أهميته في المنظومة الهجومية. كما كان الهدف الأول للشاب الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو لحظة تاريخية له وللنادي.
بهذا الفوز، عزز ريال مدريد موقعه في صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 18 نقطة، محققاً العلامة الكاملة في 6 مباريات، وموسعاً الفارق مع أقرب ملاحقيه. بينما تجمد رصيد ليفانتي عند 4 نقاط في المركز السادس عشر.
تحليل فني: بصمة ألونسو التكتيكية وثغرات ليفانتي
قدمت المباراة دليلاً جديداً على النضج التكتيكي الذي يمر به ريال مدريد تحت قيادة تشابي ألونسو، حيث أظهر الفريق قدرة على التعامل مع سيناريوهات مختلفة داخل المباراة الواحدة.
مرونة ريال مدريد الهجومية
اعتمد ألونسو على رسم تكتيكي مرن من 4-2-3-1، بوجود مبابي كرأس حربة صريح، مدعوماً بثلاثي هجومي متحرك خلفه. هذه الخطة لم تمنح الفريق السيطرة على وسط الملعب فحسب، بل أتاحت له تنويع أساليبه الهجومية. الهدف الثاني الذي سجله ماستانتونو جاء من هجمة مرتدة سريعة ومنظمة، أظهرت قدرة الفريق على التحول من الدفاع إلى الهجوم في ثوانٍ معدودة. في المقابل، جاء هدف فينيسيوس الأول نتيجة عمل فردي مهاري بعد فترة من الاستحواذ والصبر في بناء اللعب. هذه القدرة على التسجيل من سيناريوهات مختلفة تجعل من الصعب على الخصوم التنبؤ بأسلوب لعب ريال مدريد.
استراتيجية ليفانتي التي كادت أن تنجح
من جانبه، دخل ليفانتي المباراة بخطة 4-4-2 التقليدية، بهدف إغلاق المساحات في الخلف والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة. نجحت هذه الاستراتيجية في خلق بعض الفرص الخطيرة في بداية المباراة، وكادت أن تؤتي ثمارها مع بداية الشوط الثاني عندما نجحوا في الضغط العالي وتسجيل هدف تقليص الفارق. لكن المشكلة التي واجهها فريق المدرب جوليان كاليرو كانت في الفجوة الهائلة في الجودة الفردية، والتي استغلها نجوم ريال مدريد، وعلى رأسهم مبابي، لحسم المباراة بشكل قاطع.
في النهاية، كان فوز ريال مدريد على ليفانتي أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ لقد كان بياناً واضحاً بأن الفريق يمتلك كل مقومات البطل: القوة الهجومية، العمق في التشكيلة، والمرونة التكتيكية. لكن الأهم من كل ذلك، هو امتلاكه لاعباً استثنائياً قادراً على تغيير مسار أي مباراة في لحظات. لقد كانت ثنائية مبابي الحاسمة هي التوقيع الذي ختم به ريال مدريد على انتصار جديد، مواصلاً انطلاقته المثالية في رحلة استعادة لقب الليغا. فهل يمكن لأي فريق إيقاف هذا الزحف الملكي بقيادة النجم الفرنسي؟