الركراكي يعلن قائمة المنتخب المغربي: دماء جديدة ورسائل تكتيكية قبل حسم تأشيرة المونديال

On: الخميس, أغسطس 28, 2025 2:48 مساءً
الركراكي يعلن قائمة المنتخب المغربي: دماء جديدة ورسائل تكتيكية قبل حسم تأشيرة المونديال
---Advertisement---

عندما أعلن الركراكي قائمة المنتخب المغربي لمواجهتي النيجر وزامبيا، لم يكن الأمر مجرد تحديث روتيني للائحة اللاعبين. فمع حاجة “أسود الأطلس” لنقطة واحدة فقط لضمان التأهل الرسمي إلى كأس العالم 2026 ، تتحول هذه القائمة من كونها أداة لتحقيق هدف آني إلى إعلان نوايا استراتيجي واضح. إنها الخارطة الأولى التي يرسمها وليد الركراكي لمعركتين قادمتين أكثر أهمية: التتويج بكأس الأمم الإفريقية 2025 على أرض المغرب، وبناء فريق قادر على تكرار إنجاز المونديال في 2026. هذه الاختيارات هي بمثابة مختبر تكتيكي وبشري في ظروف شبه مثالية، بعيداً عن ضغط الحسابات المعقدة.

القائمة الرسمية: 27 أسداً في مهمة حسم التأهل ورسم ملامح المستقبل

كشف وليد الركراكي عن قائمة تضم 27 لاعباً، تمثل مزيجاً مدروساً بين أعمدة الفريق الأساسية وعناصر جديدة وعائدة لتعزيز العمق التكتيكي للمجموعة. القائمة الكاملة، مع تحليل دقيق لدور كل لاعب، تتضح في الجدول التالي:

المركزاللاعبالناديملاحظات تحليلية
حراسة المرمىياسين بونوالهلال السعوديالقائد والعمود الفقري للفريق الذي لا يمكن المساس به
منير المحمدينهضة بركانالحارس الثاني المخضرم، يوفر الخبرة والاستقرار
المهدي الحرارالرجاء الرياضيوجه جديد – مكافأة على تألقه في الدوري المحلي وبطولة “الشان”
خط الدفاعأشرف حكيميباريس سان جيرماننجم عالمي وأحد أهم الأسلحة الهجومية من الخلف
نايف أكردوست هام يونايتدصخرة الدفاع وقائد الخط الخلفي
عمر الهلاليإسبانيولظهير أيمن واعد، بديل مستقبلي وخيار تكتيكي
محمد الشيبيبيراميدز المصريعائد للقائمة – يعزز المنافسة في مركز الظهير الأيمن
أشرف داريالأهلي المصريعائد للقائمة – خيار إضافي لعمق الدفاع بعد تجربة في مصر
جواد الياميقالنجمة السعوديعنصر خبرة في قلب الدفاع، موثوق به من قبل الركراكي
آدم ماسيناتورينو الإيطاليظهير أيسر بخبرة أوروبية، يوفر حلاً في مركز حساس
سفيان الكروانيأوتريخت الهولنديعائد للقائمة – ظهير أيسر عصري يتميز بنزعته الهجومية
يوسف بلعمريالرجاء الرياضيمدافع محلي صلب، يمثل استمرارية الثقة في البطولة الوطنية
خط الوسطسفيان أمرابطفنربخشة التركيرئة الفريق والمحور التكتيكي الرئيسي في الوسط
عز الدين أوناحيأولمبيك مارسيلياالدينامو المبدع وصانع الفارق بمهاراته الفردية
بلال الخنوسليستر سيتيالموهبة الشابة والمستقبل المشرق لخط وسط الأسود
إسماعيل صيباريآيندهوفن الهولنديلاعب جوكر قادر على اللعب في عدة مراكز هجومية
إلياس بن صغيرموناكوموهبة فذة أخرى، يضيف الإبداع والحلول الفردية
أسامة العزوزيأوكسير الفرنسيلاعب وسط دفاعي واعد، بديل استراتيجي لأمرابط
نائل العيناويروما الإيطالياستدعاء أول – لاعب وسط متكامل من الكالتشيو لتعزيز القوة البدنية والفنية
خط الهجومإبراهيم ديازريال مدريدالنجم الأبرز وصانع اللعب الأول في الثلث الأخير من الملعب
يوسف النصيريفنربخشة التركيالهداف الأول للمنتخب، قوة ضاربة في الكرات الهوائية
أيوب الكعبيأولمبياكوس اليونانيمهاجم قناص وخيار تهديفي مهم من على مقاعد البدلاء
أمين عدليبورنموث الإنجليزيعائد للقائمة – جناح مهاري وسريع، يعزز المرونة الهجومية
إلياس أخوماشفياريال الإسبانيعائد للقائمة – جناح فني آخر، يزيد من عمق الخيارات على الأطراف
شمس الدين طالبيسندرلاند الإنجليزيموهبة شابة من التشامبيونشيب، استثمار للمستقبل
حمزة إكمانليل الفرنسيمهاجم شاب انتقل حديثاً لأوروبا، رهان على التطور
مروان سناديأتلتيك بلباواسم يثير الفضول، خيار غير تقليدي لتعزيز الهجوم

قراءة في الاختيارات: من هم القادمون الجدد، العائدون، وأبرز الغائبين؟

تكشف تفاصيل القائمة عن فلسفة الركراكي التي تجمع بين الولاء للركائز الأساسية وتطبيق مبدأ الاستحقاق والمنافسة على باقي المراكز.

  • الوجوه الجديدة والعائدة: تعزيز العمق والمكافأة على التألق
  • نائل العيناوي (روما الإيطالي): يعتبر الاستدعاء الأول للاعب الوسط القادم من الكالتشيو الإضافة الأبرز للقائمة. يهدف الركراكي من خلاله إلى ضخ دماء جديدة في خط الوسط، مستفيداً من النضج التكتيكي والقوة البدنية التي اكتسبها اللاعب في أحد أقوى الدوريات الأوروبية.
  • المهدي الحرار (الرجاء الرياضي): يأتي استدعاء حارس الرجاء كمكافأة مباشرة على تألقه اللافت في البطولة الوطنية وبطولة إفريقيا للمحليين “الشان”، وهي رسالة واضحة بأن باب المنتخب مفتوح أمام كل من يثبت جدارته محلياً.
  • العائدون (الشيبي، داري، عدلي، أخوماش): عودة هذا الرباعي لا تأتي من فراغ. فالشيبي وداري قدما مستويات جيدة في الدوري المصري ، بينما يمثل عدلي وأخوماش إضافة نوعية للخيارات الهجومية على الأجنحة، مما يزيد من الحلول التكتيكية المتاحة أمام المدرب.
  • الغيابات الوازنة: بين لعنة الإصابات والقرارات الفنية الحاسمة
  • غيابات اضطرارية: يغيب كل من الظهير نصير مزراوي والجناح عبد الصمد الزلزولي بسبب الإصابة، وهو ما يمثل غياباً مؤثراً لكنه خارج عن إرادة الطاقم الفني.
  • استبعاد فني: يبقى الغياب الأبرز هو استبعاد المهاجم سفيان رحيمي لأسباب فنية بحتة. هذا القرار، رغم أنه قد يثير الجدل، إلا أنه يعكس رؤية المدرب التكتيكية الحالية وتفضيله لأنماط معينة من المهاجمين.

هذا النهج يرسخ ثقافة مزدوجة داخل المنتخب: هناك نواة صلبة من القادة لا تمس (بونو، حكيمي، أمرابط، أكرد)، ولكن باقي المقاعد في الطائرة المتجهة إلى أي بطولة تخضع لمنافسة شرسة ومفتوحة، حيث الأداء في النادي هو المعيار الوحيد للحكم.

تحليل تكتيكي حصري: تفكيك رؤية وليد الركراكي لمغرب 2026

تتجاوز هذه القائمة مجرد اختيار أسماء، لتقدم لنا لمحات واضحة عن الفكر التكتيكي الذي يتبلور في ذهن الركراكي للمستقبل.

“تأثير العيناوي”: تحصين وسط الميدان بقوة وجودة الكالتشيو

استدعاء نائل العيناوي ليس مجرد إضافة عددية. فاللاعب البالغ من العمر 24 عاماً وبطول يبلغ 186 سم، والذي يلعب بقدمه اليمنى، يقدم بروفايلاً مختلفاً لخط الوسط المغربي. خبرته في الدوري الإيطالي مع روما تمنحه انضباطاً تكتيكياً وقدرة على اللعب في أدوار مركبة. يمكن للركراكي استخدامه كلاعب ارتكاز ثانٍ بجانب أمرابط لتكوين جدار دفاعي صلب أمام الرباعي الخلفي، أو الدفع به في دور “Box-to-Box” للاستفادة من قوته البدنية وقدرته على التمرير. هذا الخيار يمنح المدرب مرونة أكبر للتحول بين خطة

4−2−3−1 و 4−3−3 حسب مجريات المباراة وطبيعة الخصم. (للمزيد من الإحصائيات حول اللاعب.

رسالة الاستحقاق: الأهمية الاستراتيجية لاستدعاءات لاعبي الدفاع

إن استدعاء مدافعين من دوريات متنوعة مثل أشرف داري ومحمد الشيبي (الدوري المصري) ، وسفيان الكرواني (الدوري الهولندي) ، ويوسف بلعمري (الدوري المغربي) ، يحمل رسالة استراتيجية عميقة. الركراكي يؤكد أنه يراقب جميع اللاعبين بغض النظر عن مكان ممارستهم، وأن الأداء المتميز هو جواز السفر الوحيد للانضمام لـ “أسود الأطلس”. هذا يخلق بيئة تنافسية صحية في الخط الخلفي، وهو أمر حيوي للبطولات المجمعة التي تتطلب وجود بدلاء جاهزين بنفس كفاءة الأساسيين. (يمكنك قراءة المزيد في مقالنا حول [تحليل أداء المحترفين المغاربة هذا الأسبوع]).

معضلة رحيمي: استبعاد تكتيكي محسوب أم تغيير في الفلسفة الهجومية؟

يثير غياب سفيان رحيمي تساؤلات كثيرة، لكن التحليل الفني قد يقدم إجابة. رحيمي هو مهاجم “قناص” يتميز بحسه التهديفي العالي داخل منطقة الجزاء. في المقابل، يتمتع العائدون مثل أمين عدلي وإلياس أخوماش بخصائص مختلفة؛ فهما لاعبا أجنحة بمهارات فردية عالية، قادران على المراوغة وخلق الفرص وصناعة اللعب، بالإضافة إلى التسجيل. هذا التحول قد يشير إلى تطور في فلسفة الركراكي الهجومية. فبدلاً من الاعتماد على مهاجم صريح، قد يميل المدرب إلى تطبيق نظام هجومي أكثر مرونة بثلاثي أمامي متحرك يتبادل المراكز، وهو أسلوب فعال جداً لخلخلة الدفاعات المتكتلة التي من المتوقع أن يواجهها المغرب بكثرة في كأس إفريقيا القادمة، حيث سيكون هو الطرف المرشح في معظم المباريات.

هذه التغييرات مجتمعة تشير إلى أن الركراكي لا يبني فريقاً لمجرد تكرار إنجاز مونديال 2022 الذي اعتمد على الصلابة الدفاعية والهجمات المرتدة، بل يعمل على تطوير هوية تكتيكية جديدة تمكن الفريق من فرض أسلوبه والتحكم في المباريات كمرشح أول للقب، وهو التحدي الأكبر القادم.

خاتمة: نقطة على المونديال، وكل العيون على التاج الإفريقي

تمثل هذه اللائحة توازناً دقيقاً بين حسم التأهل للمونديال كنقطة في جدول الأعمال، وبين التخطيط الطموح للمعركة الكبرى القادمة على اللقب الإفريقي. من خلال ضخ دماء جديدة، وإعادة لاعبين متألقين، وتوجيه رسائل تكتيكية واضحة، يؤكد وليد الركراكي أنه في سباق مستمر لتطوير الفريق وتوسيع قاعدة خياراته. فالمهمة لم تعد تقتصر على الوصول إلى المحافل العالمية، بل المنافسة فيها بقوة أكبر. بعد أن أعلن الركراكي قائمة المنتخب المغربي الجديدة، هل يملك الآن التوليفة المثالية بين الخبرة والشباب لتحقيق الحلم الإفريقي على أرض الوطن؟

 

تابعنا على جوجل نيوز
حمل تطبيق newspoots

Join WhatsApp

Join Now

---Advertisement---

Latest Stories

أضف تعليق