ملحمة ركلات الترجيح.. الكونغو الديمقراطية تقصي نيجيريا وتبلغ الملحق العالمي لمونديال 2026
في ليلة كروية ستبقى خالدة في الذاكرة، نجح منتخب الكونغو الديمقراطية في تحقيق إنجاز تاريخي بعد أن أقصى نظيره النيجيري في مباراة ماراثونية، ليحجز مقعده الرسمي في الملحق العالمي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026.
انتهت الدراما الكروية التي أقيمت مساء اليوم، بفوز “الفهود” بركلات الترجيح بنتيجة 4-3، وذلك بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1، في مواجهة حبست أنفاس الملايين من عشاق الكرة الأفريقية.
عــاجــل ورســمــيًــا ⚠️
منتخب الكونغو الديمقراطية يتأهل إلى الملحق العالمي لكأس العالم 2026 #كأس_العالم_2026 #تصفيات_كأس_العالم_2026 pic.twitter.com/NtqAW5BEoy
— Newspoots (@newspootsfoot) November 16, 2025
الشوط الأول: صدمة مبكرة ورد سريع
بدأت المباراة بضغط نيجيري متوقع. “النسور الممتازة”، مدعومة بعاملي الأرض والجمهور (افتراضياً)، لم تنتظر طويلاً لترجمة أفضليتها. ففي الدقيقة الثالثة فقط، ومن هجمة منظمة، نجح لاعب الوسط فرانك أونيكا في هز شباك الكونغو، مطلقاً العنان لفرحة جماهيرية كبرى اعتقدت أن المباراة في طريقها لتكون سهلة.
هذا الهدف المبكر لم يُثبط من عزيمة لاعبي الكونغو الديمقراطية. بدلاً من الانهيار، أظهر “الفهود” تنظيماً دفاعياً ملحوظاً وبدأوا في امتصاص الحماس النيجيري، معتمدين على الهجمات المرتدة السريعة.
ومن إحدى هذه المحاولات، جاء الرد الكونغولي. في الدقيقة 32، تمكن النجم ميشاك إيليا من استغلال هفوة دفاعية ليضع الكرة في الشباك، مُعيداً المباراة إلى نقطة الصفر ومشعلاً حماس اللقاء من جديد. انتهى الشوط الأول بتعادل عادل (1-1) عكس توازن القوى على أرض الملعب.
تكتيك وحذر في الشوط الثاني والأشواط الإضافية
في الشوط الثاني، تحولت المباراة إلى معركة تكتيكية من الطراز الرفيع. كلا المدربين، إدراكاً لأهمية اللقاء، فضّلا الحذر الدفاعي. انخفض رتم اللعب بشكل ملحوظ، وندرت الفرص الحقيقية على المرميين، رغم المحاولات الفردية من نجوم بحجم فيكتور أوسيمين وتشوكويزي من جانب نيجيريا، ومحاولات الرد من الكونغو.
استمر هذا الجمود التكتيكي في الأشواط الإضافية. الإرهاق بدا واضحاً على اللاعبين، والخوف من استقبال هدف قاتل كان هو السمة الأبرز، ليتجه الفريقان إلى الحل الحاسم: ركلات الترجيح.
الكونغو الديمقراطية تقصي نيجيريا في دراما ركلات الحظ
كانت ركلات الترجيح مسرحاً للأعصاب المشدودة والدراما الحقيقية. بدأت نيجيريا التسديد بقوة وثقة، حيث نجح كل من كالفين باسي، وموسيس سيمون، وأديبايو أدامز في التسجيل.
في المقابل، سجل للكونغو صامويل موتوسامي ونوح ساديكي، قبل أن يهدر أكسل توانزيبي الركلة الثالثة بعد تصدٍ رائع من الحارس النيجيري ستانلي أجاجي.
هنا، كانت نيجيريا متقدمة 3-2 بعد ثلاث ركلات لكل فريق، وبدت الأمور في صالحها. لكن ما حدث بعد ذلك كان تحولاً دراماتيكياً.
نقطة التحول: أهدر برونو أونيمايتشي الركلة الرابعة لنيجيريا بعد تصدٍ مذهل من حارس الكونغو (ليونيل مباثي). ليأتي فيستون مايلي ويسجل للكونغو، معيداً التعادل 3-3.
الركلة الحاسمة: تقدم تشيدرا إيجوكي لتسديد الركلة الخامسة لنيجيريا، لكنه أهدرها هو الآخر وسط ذهول الجماهير، بعد تصدٍ ثانٍ من الحارس الكونغولي.
أصبحت الكرة الآن بين أقدام ميشاك إيليا باليكويشا. ببرود أعصاب، تقدم اللاعب وسدد الكرة بنجاح في الشباك، مطلقاً رصاصة الرحمة على آمال “النسور”، ومعلناً فوز الكونغو الديمقراطية بنتيجة 4-3 وتأهلها المستحق.
ماذا بعد؟ حلم المونديال يقترب للفهود
بهذا الانتصار الملحمي، تثبت الكونغو الديمقراطية أنها رقم صعب في القارة. هذا التأهل للملحق العالمي (التصفيات الفاصلة بين القارات) يضع “الفهود” على بُعد خطوة واحدة من تحقيق حلم العودة إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ مشاركتهم الوحيدة عام 1974 (باسم زائير).
على الجانب الآخر، تمثل هذه الهزيمة صدمة كبيرة لنيجيريا، التي كانت تُمني النفس بالوصول إلى مونديال 2026، لتجد نفسها الآن خارج السباق في واحدة من أكبر مفاجآت التصفيات الأفريقية.
التعليقات
