جاء تعادل باريس سان جيرمان مع لوريان بنتيجة 1-1 كصدمة مدوية في ليلة باردة على ملعب “ستااد إيف ألانما – لو موستوار”، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الفرنسي. في ليلة كان من المفترض أن تكون احتفالية لاعتلاء الصدارة، تحولت إلى كابوس صغير كشف عن عيوب الفريق الباريسي الذي أهدر نقطتين ثمينتين أمام فريق يصارع في مراكز الهبوط.
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخرج العملاق الباريسي، المدجج بالنجوم، بنقطة واحدة فقط من مواجهة لوريان (صاحب المركز السادس عشر). هذا التعثر ليس مجرد “عثرة” عابرة، بل هو مؤشر على مشاكل أعمق بدأت تظهر على السطح، وهو ما يضع ضغطاً هائلاً على الفريق ومدربه قبل فوات الأوان.
⌛️ تعادل في لوريان.
نلقاكم يوم السبت في حديقة الأمراء! ️#FCLPSG I @Ligue1arab pic.twitter.com/cTfeZdGQ0q
— باريس سان جيرمان (@PSG_arab) October 29, 2025
تفاصيل تعادل باريس سان جيرمان مع لوريان: سيناريو الدقيقتين المجنون
بدأت المباراة بسيطرة متوقعة من باريس سان جيرمان، لكنها كانت سيطرة سلبية تفتقر إلى الحسم أمام المرمى. دفاعات لوريان المنظمة نجحت في امتصاص حماس البدايات، وبدا الإحباط واضحاً على لاعبي باريس مع مرور دقائق الشوط الأول.
جاء الفرج أخيراً في الشوط الثاني، وتحديداً في الدقيقة 49، عندما نجح الظهير الطائر نونو مينديز في فك شفرة الدفاعات بتسجيله هدفاً بدا وكأنه سيفتح الطريق لانتصار سهل. لكن الفرحة الباريسية لم تدم طويلاً.
في مشهد يعكس حالة من عدم التركيز الغريب، جاء الرد سريعاً وقاسياً. بعد دقيقتين فقط، وفي الدقيقة 51، استغل إيغور سيلفا هفوة دفاعية ليخطف هدف التعادل للوريان. هدف صدم مدرجات باريس وأعاد المباراة إلى نقطة الصفر.
منذ تلك اللحظة، تحولت المباراة إلى محاولات يائسة من باريس سان جيرمان وهجمات مرتدة خطيرة من لوريان. رغم الاستحواذ، فشل الهجوم الباريسي في ترجمة الفرص إلى هدف ثانٍ، لتنتهي المباراة بنتيجة 1-1، التي تعتبر انتصاراً كبيراً للوريان وهزيمة بطعم الخسارة لباريس.
تحليل ما بعد الصدمة: 3 أزمات كشفها التعثر
هذا التعادل ليس مجرد نتيجة، بل هو مرآة لثلاث أزمات يعيشها الفريق الباريسي:
1. أزمة إهدار الصدارة والضغط النفسي
بالنظر إلى جدول الترتيب، كان هذا التعادل كارثياً. باريس سان جيرمان دخل المباراة وهو في المركز الثاني برصيد 21 نقطة، بفارق الأهداف فقط خلف مارسيليا (المتصدر بـ 21 نقطة). الفوز كان يعني انتزاع الصدارة بشكل مريح.
الآن، وبسبب هذا تعادل باريس سان جيرمان مع لوريان، ظل الفريق في المركز الثاني، وفشل في استغلال أي تعثر محتمل للمنافسين. والأسوأ أن ليون وموناكو (21 و 20 نقطة على التوالي) أصبحا على مقربة شديدة. سباق اللقب هذا الموسم يبدو معقداً، وإهدار نقاط أمام فرق المؤخرة هو رفاهية لا يمكن لباريس تحملها.
2. العقم الهجومي رغم الأسماء
يمتلك باريس سان جيرمان واحدة من أقوى التشكيلات الهجومية في العالم. لكن ما حدث أمام لوريان يطرح سؤالاً: أين الفعالية؟ السيطرة بدون أهداف لا تعني شيئاً. الفريق بدا عاجزاً عن إيجاد الحلول أمام تكتل دفاعي منظم. الاعتماد على المهارات الفردية فقط لم يعد كافياً، وهناك حاجة ملحة لعمل جماعي أكبر لكسر هذه الدفاعات.
3. هشاشة دفاعية لا تغتفر
أن تستقبل هدفاً بعد دقيقتين فقط من تسجيلك لهدف التقدم هو أمر غير مقبول لفريق بحجم باريس سان جيرمان. هذا الهدف يكشف عن مشكلة حقيقية في التركيز الذهني والتنظيم الدفاعي. المنافس (لوريان) سجل 13 هدفاً واستقبل 22 حتى الآن، ورغم ذلك نجح في الوصول لمرمى باريس بسهولة نسبية. هذه الهشاشة قد تكلف الفريق غالياً في المباريات الكبرى، سواء محلياً أو أوروبياً.
ما الذي يعنيه تعادل باريس سان جيرمان مع لوريان لسباق اللقب؟
الرسالة واضحة: الدوري الفرنسي لن يكون نزهة هذا الموسم. تعادل باريس سان جيرمان مع لوريان هو هدية ثمينة لمارسيليا وليون وموناكو. هذه الفرق شاهدت كيف يمكن إيقاف العملاق الباريسي، حتى في عقر داره (أو خارجه).
بالنظر إلى “آخر 5 مباريات” لباريس (W D D W D)، نجد أن الفريق فقد 6 نقاط في آخر 5 جولات (ثلاثة تعادلات). هذا المعدل لا يليق بفريق يطمح لحسم اللقب مبكراً. في المقابل، مارسيليا (W W W L L) يمر بفترة تذبذب، لكنه لا يزال في الصدارة.
كلمة أخيرة: جرس إنذار
هذا التعادل يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار قوي لإدارة ولاعبي باريس سان جيرمان. الاستمرار بهذا الأداء المتذبذب سيعني الدخول في حسابات معقدة حتى نهاية الموسم. لوريان قدم درساً في القتالية والانضباط، وكشف أن الأسماء وحدها لا تصنع الانتصارات.
السؤال الآن: هل يستفيق باريس سان جيرمان من هذه الصدمة سريعاً، أم أن تعادل باريس سان جيرمان مع لوريان هو مجرد بداية لموسم مليء بالمتاعب؟
التعليقات
