أدى تعادل تشيلسي وكاراباغ بنتيجة 2-2 إلى نتيجة مثيرة وغير متوقعة في حسابات الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا 2025/26. في ليلة باردة على أرض ملعب توفيق بهراموف في باكو، عاصمة أذربيجان، أفلت “البلوز” من هزيمة محققة أمام خصم عنيد كاد أن يحقق فوزاً تاريخياً.
هذه النتيجة، وفي ظل النظام الجديد للبطولة (النظام السويسري)، تجعل كل نقطة لها ثمن باهظ في سباق التأهل الطويل. المباراة، التي أقيمت مساء الأربعاء 5 نوفمبر 2025، شهدت تقلبات دراماتيكية، حيث تقدم تشيلسي أولاً، ليرد أصحاب الأرض بهدفين، قبل أن يخطف تشيلسي التعادل في الشوط الثاني.
النتيجة النهائية: تشيلسي يتجنب الهزيمة بتعادل مثير مع قره باغ.. وبافوس يفاجئ فياريال! #النتيجة_النهائية #دوري_أبطال_أوروبا #تشيلسي_قره_باغ #فياريال_بافوس #تشيلسي #قره_باغ #فياريال #بافوس pic.twitter.com/kEC6eP8fFQ
— Newspoots (@newspootsfoot) November 5, 2025
تفاصيل وأحداث تعادل تشيلسي وكاراباغ 2-2
دخل تشيلسي، بقيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، المباراة وهو يعلم أن أي تعثر في باكو قد يكلفه غالياً، خاصة في ظل المنافسة المحتدمة في “مرحلة الدوري” الجديدة. وبالفعل، بدأت المباراة بضغط هجومي متوقع من “البلوز” بحثاً عن هدف مبكر يربك حسابات أصحاب الأرض.
الشوط الأول: من تقدم البلوز إلى صدمة كاراباغ
لم يدم الانتظار طويلاً، ففي الدقيقة 16، نجح الجناح البرازيلي الشاب الواعد “إستيفاو” في افتتاح التسجيل لتشيلسي، مستغلاً تمريرة دقيقة في عمق الدفاع الأذربيجاني، ليضعها ببرود أعصاب في الشباك. هذا الهدف المبكر أعطى انطباعاً بأن المباراة ستكون في المتناول لرفاق القائد ريس جيمس.
لكن، فريق كاراباغ، المعروف بصلابته الشديدة على أرضه تحت قيادة مدربه التاريخي قربان قربانوف، لم يستسلم. بدعم من جماهيره الصاخبة، بدأ الفريق الأذربيجاني في تنظيم صفوفه والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي أرهقت دفاع تشيلسي.
أتت ثمار هذا الضغط في الدقيقة 29، عندما تمكن لياندرو أندرادي من تعديل الكفة بهدف رائع بعد هجمة منظمة، أعادت المباراة إلى نقطة الصفر وأشعلت حماس المدرجات.
وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة، وتحديداً في الدقيقة 39، ارتكب دفاع تشيلسي هفوة قاتلة داخل منطقة الجزاء، لم يتردد الحكم النمساوي سيباستيان غيشامر في احتسابها ركلة جزاء. تقدم المهاجم ماركو يانكوفيتش وسددها بثقة في الشّباك، معلناً عن قلب الطاولة وتقدم كاراباغ 2-1 وسط ذهول لاعبي تشيلسي وجهازهم الفني.
الشوط الثاني: غارناتشو ينقذ ماريسكا من الخسارة
مع بداية الشوط الثاني، كان من الواضح أن إنزو ماريسكا قد ألقى باللوم على لاعبيه. أجرى الفريق تغييرات في محاولة لتدارك الموقف وضخ دماء جديدة. ضغط تشيلسي بكل خطوطه، بينما تراجع كاراباغ بشكل شبه كامل للدفاع عن تقدمه التاريخي الثمين.
جاء الفرج لتشيلسي في الدقيقة 52 عن طريق اللاعب الشاب الآخر، الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو. استلم غارناتشو الكرة على مشارف منطقة الجزاء وأطلق تسديدة قوية ومتقنة، سكنت الشباك وأعلنت عن هدف التعادل 2-2، ليتنفس ماريسكا الصعداء على خط التماس.
الدقائق المتبقية من المباراة شهدت حصاراً شبه كامل من تشيلسي، في محاولة لخطف هدف الفوز. تنوعت الهجمات من الأطراف والعمق، لكن دفاع كاراباغ استبسل بشكل بطولي، كما كاد الفريق الأذربيجاني أن يخطف هدف الفوز في هجمة مرتدة خطيرة في الدقائق الأخيرة، لولا تدخل الدفاع. أطلق الحكم صافرته معلناً نهاية اللقاء المثير بالتعادل.
كيف يؤثر تعادل تشيلسي وكاراباغ على ترتيب دوري الأبطال؟
هذا الـتعادل تشيلسي وكاراباغ يعتبر نتيجة معقدة لكلا الفريقين في “مرحلة الدوري” الجديدة التي تضم 36 فريقاً.
- بالنسبة لتشيلسي: النقطة الواحدة ترفع رصيد “البلوز” إلى 7 نقاط، بعد خوض 4 مباريات (من فوزين، تعادل واحد، وهزيمة واحدة). هذا يضعهم في المركز الحادي عشر مؤقتاً. في سباق طويل يحتاج إلى جمع ما يقدر بـ 15 نقطة لضمان التأهل المباشر لثمن النهائي، فإن إهدار نقطتين أمام كاراباغ على الورق يعتبر خطوة ناقصة ومخيبة للآمال.
- بالنسبة لكاراباغ: هذه النقطة تعتبر بمثابة فوز معنوي كبير. الفريق الأذربيجاني يرفع رصيده أيضاً إلى 7 نقاط (بفوزين، تعادل، وهزيمة)، ويحتل المركز الرابع عشر بفارق الأهداف. هذه النتيجة تمنحهم دفعة هائلة وتثبت أنهم قادرون على منافسة الكبار في هذا النظام الجديد.
يظهر جدول الترتيب العام أن المنافسة شرسة للغاية، وأن فرقاً مثل بايرن، أرسنال، إنتر، ومانشستر سيتي بدأت فعلاً في الابتعاد بالصدارة، بينما يتنافس تشيلسي وكاراباغ في وسط الجدول المزدحم حيث كل نقطة قد تكون حاسمة في النهاية.
تحليل ما بعد المباراة: دروس مستفادة
إنزو ماريسكا سيواجه أسئلة صعبة من الإعلام والجمهور حول سبب تراجع فريقه بعد التقدم، والارتباك الدفاعي الواضح الذي أدى لاستقبال هدفين في غضون 10 دقائق فقط في الشوط الأول. الاعتماد على الشباب مثل إستيفاو وغارناتشو أثمر هجومياً، لكن الفريق ككل افتقد للصلابة والخبرة في ليلة أوروبية صعبة.
أما قربان قربانوف، فهو البطل الحقيقي للمباراة. لقد أدار اللقاء بتكتيك ممتاز، حيث امتص حماس تشيلسي المبكر، ونجح في استغلال نقاط ضعفهم. كاد فريقه أن يحقق فوزاً يُكتب في تاريخ النادي لولا صحوة تشيلسي.
في الختام، تعادل تشيلسي وكاراباغ 2-2 يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه في سباق التأهل. تشيلسي مطالب بالتعويض سريعاً في الجولات القادمة، بينما أرسل كاراباغ رسالة قوية لجميع المنافسين بأنه لن يكون لقمة سائغة هذا الموسم.













