شهدت مباراة تعادل ريال سوسيداد وإلتشي ضمن منافسات الجولة الثانية عشرة من الدوري الإسباني “لا ليغا”، واحدة من أكثر السيناريوهات إثارة هذا الأسبوع. على أرضية ملعب “مارتينيز فاليرو”، وبينما كانت جماهير إلتشي تستعد للاحتفال بفوز ثمين يقربهم من المراكز الأوروبية، خطف ميكيل أويارزابال نقطة من ذهب لفريقه الباسكي في الدقيقة 89، ليفرض نتيجة 1-1 ويُبقي الأمور معقدة في وسط الترتيب.
لم تكن المباراة نزهة لأي من الفريقين. ريال سوسيداد، الذي دخل اللقاء وهو يعاني في المركز الرابع عشر، كان يبحث عن طوق نجاة لإنقاذ موسمه المتعثر حتى الآن، بينما أراد إلتشي (التاسع في الترتيب) استغلال عاملي الأرض والجمهور لتأكيد بدايته الجيدة للموسم.
تفاصيل تعادل ريال سوسيداد وإلتشي المثيرة
بدأت المباراة بحذر متوقع. سيطر ريال سوسيداد على الكرة في الدقائق الأولى، معتمداً على تحركات تاكيفوسا كوبو وكارلوس سولير، لكن دون خطورة حقيقية على مرمى أصحاب الأرض. إلتشي، من جانبه، بدا منظماً دفاعياً واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة.
الشوط الأول مر دون أحداث تذكر، باستثناء بعض المحاولات الخجولة من الطرفين، وانحصر اللعب في وسط الملعب مع أفضلية نسبية لإلتشي في الفوز بالصراعات الثنائية، وهو ما تظهره تقييمات اللاعبين حيث تفوق إلتشي قليلاً (6.96) على سوسيداد (6.68) كمعدل عام للفريق.
انفجار الشوط الثاني
تغير كل شيء في الشوط الثاني. دخل إلتشي بنية هجومية واضحة، ونجح في مباغتة الضيوف. في الدقيقة 57، ومن هجمة منظمة، وصلت الكرة إلى المهاجم ألفارو رودريغيز الذي لم يتوانَ عن إيداعها الشباك، معلناً عن الهدف الأول لإلتشي وسط فرحة عارمة في المدرجات.
هذا الهدف كان بمثابة صفعة قوية لرجال سوسيداد. حاول الفريق الباسكي العودة، وأجرى المدرب عدة تغييرات لتنشيط الهجوم، لكن دفاع إلتشي كان بالمرصاد. ومع مرور الدقائق، بدا أن المباراة تتجه نحو فوز مستحق لأصحاب الأرض، وبدأ اليأس يتسلل إلى لاعبي سوسيداد.
نقطة من ذهب: ركلة جزاء أويارزابال القاتلة
في عالم كرة القدم، لا شيء ينتهي قبل صافرة الحكم. وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وفي الدقيقة 89، حصل ريال سوسيداد على ركلة جزاء مثيرة للجدل بعد عرقلة داخل المنطقة.
تقدم القائد ميكيل أويارزابال، حامل آمال فريقه، لتسديد الركلة. في لحظة حبست فيها الأنفاس، وضع أويارزابال الكرة ببرودة أعصاب في الشباك، مسجلاً هدف تعادل ريال سوسيداد وإلتشي. لم يكن الهدف مجرد هدف، بل كان بمثابة “قبلة حياة” لفريق كان يغرق.
لم يسعف الوقت المتبقي أياً من الفريقين لتغيير النتيجة، لتنتهي المباراة بنتيجة 1-1. نتيجة بطعم الفوز لسوسيداد، وبطعم الخسارة لـ إلتشي الذي كان على بعد دقيقة واحدة من ثلاث نقاط هامة.
تحليل الأداء: ماذا تقول الأرقام عن تعادل ريال سوسيداد وإلتشي؟
بالنظر إلى الإحصائيات (كما هو موضح في اللقطة الأولى)، نجد أن التقييمات كانت متقاربة. ألفارو رودريغيز، مسجل هدف إلتشي، حصل على تقييم 7.5، وهو نفس تقييم ميكيل أويارزابال، منقذ سوسيداد. هذا يظهر أن اللاعبين الذين سجلوا الأهداف كانوا الأبرز في فرقهم.
لكن المثير للاهتمام هو التقييم العام. تفوق إلتشي (6.96) يظهر أنه كان الفريق الأفضل نسبياً على مدار 90 دقيقة، وكان يستحق ربما أكثر من نقطة. ريال سوسيداد (6.68) بدا باهتاً، واعتمد على لحظة واحدة (ركلة الجزاء) ليعود للمباراة. لاعبون مثل كوبو (6.8) وسولير (6.8) لم يقدموا الأداء المأمول منهم.
النقطة لا تخدم طموحات الفريقين في الجدول
هذا التعادل يبقي الوضع على ما هو عليه في جدول الترتيب. بالنظر إلى لقطة الترتيب (اللقطة الثانية):
- إلتشي: بقي في المركز التاسع، برصيد 15 نقطة من 12 مباراة. صحيح أنهم لم يخسروا، لكنهم أهدروا فرصة ذهبية للقفز إلى المركز السابع أو الثامن والاقتراب بقوة من المربع الذهبي.
- ريال سوسيداد: ظل في مركزه المتأخر (المركز 14) برصيد 13 نقطة من 12 مباراة. هذه النقطة تبقيهم بعيداً عن مناطق الهبوط، لكنها لا ترضي طموحات فريق كان ينافس على المقاعد الأوروبية في المواسم الماضية. معاناتهم مستمرة، وهذا التعادل هو مجرد مسكن مؤقت لأزمة نتائج واضحة.
خاتمة: هروب من الهزيمة
في النهاية، يمكن تلخيص مباراة تعادل ريال سوسيداد وإلتشي بأنها “هروب كبير” للفريق الباسكي من هزيمة كانت محققة. أثبت إلتشي أنه فريق عنيد على أرضه، بينما أكد سوسيداد أنه يمتلك الروح للقتال حتى اللحظة الأخيرة، ولكنه يفتقر إلى الفعالية والحلول لإنهاء المباريات لصالحه. نقطة لا تسمن ولا تغني من جوع لكلا الفريقين، ولكنها بالتأكيد كانت أكثر إثارة في دقائقها الأخيرة.













