جاء تعثر ميلان أمام بيزا بنتيجة 2-2 ليكون بمثابة صدمة حقيقية لجماهير “الروسونيري”، في سيناريو دراماتيكي لم يتوقعه أشد المتشائمين. في ليلة كان يُفترض أن تكون احتفالية لتعزيز الصدارة على ملعب سان سيرو، وجد ميلان نفسه يقاتل حتى الرمق الأخير لينتزع نقطة واحدة فقط من فريق بيزا العنيد، في إطار منافسات الجولة الثامنة من الدوري الإيطالي “سيريا A”.
هذه النقطة التي تم إنقاذها في الدقيقة 90+3، تبدو في الواقع “نقطتين مفقودتين”، حيث فتحت الباب على مصراعيه أمام المنافسين المباشرين (الإنتر، نابولي، وروما) لانتزاع المركز الأول، كونهم يمتلكون مباريات أقل.
نـقـطـة بـطـعـم الـخـسـارة”! ⚫️ في مباراة مجنونة.. ميلان يتعثر 2-2 أمام بيزا.. “الروسونيري” يفرط في نقطتين ثمينتين.. والصدارة في خطر كبير!
#ميلان_بيزا #الدوري_الإيطالي pic.twitter.com/1T8ancNis7
— Newspoots (@newspootsfoot) October 24, 2025
تفاصيل تعثر ميلان أمام بيزا في ليلة الأهداف القاتلة
بدأت المباراة كما هو متوقع. ميلان، متصدر الترتيب، ضغط منذ الدقيقة الأولى لفرض سيطرته، ولم يدم هذا الضغط طويلاً.
لياو يفتتح التسجيل مبكراً
في الدقيقة السابعة فقط، أعلن النجم البرتغالي “رافائيل لياو” عن نوايا ميلان الهجومية، حين استغل تمريرة متقنة لينفرد بالمرمى ويضع الكرة بمهارة في الشباك، معطياً فريقه الأفضلية (1-0). بعد الهدف، بدا أن المباراة تسير في اتجاه واحد، وأن ميلان في طريقه لحصد ثلاث نقاط سهلة.
سيطر ميلان على مجريات اللعب، لكنه فشل في ترجمة هذه السيطرة إلى هدف ثانٍ لقتل المباراة، وهو ما أعطى الأمل لفريق بيزا للعودة.
بيزا يقلب الطاولة في الشوط الثاني
تغير شكل المباراة تماماً في الشوط الثاني. فريق بيزا، الذي لم يكن لديه ما يخسره، بدأ في مبادلة ميلان الهجمات. وفي الدقيقة 60، ومن هجمة منظمة، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح بيزا بعد خطأ دفاعي داخل المنطقة.
تقدم المخضرم “خوان كوادرادو” لتنفيذ الركلة، ووضعها بنجاح في الشباك (1-1)، ليعيد المباراة إلى نقطة الصفر وسط ذهول جماهير سان سيرو.
هذا الهدف منح بيزا ثقة هائلة، بينما أصاب الارتباك لاعبي ميلان. وفي الوقت الذي كان فيه ميلان يبحث عن هدف الفوز، جاءت الصدمة الكبرى.
في الدقيقة 86، ومن هجمة مرتدة سريعة، تمكن المهاجم “مبالا نزولا” من خطف هدف ثانٍ لبيزا (1-2)، مطلقاً رصاصة بدت “قاتلة” على آمال الروسونيري في الخروج حتى بنقطة.
المنقذ “أثيكامي” ينقذ ما يمكن إنقاذه
اندفع ميلان بكل خطوطه في الدقائق المتبقية، وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وفي الدقيقة 90+3، نجح المدافع الشاب “زكاري أثيكامي” في تسجيل هدف التعادل القاتل (2-2) بعد دربكة أمام المرمى، ليخطف نقطة ثمينة من فم الهزيمة.
تداعيات تعثر ميلان على صدارة “سيريا A”
على الرغم من أن هدف “أثيكامي” منع حدوث كارثة كاملة، إلا أن تعثر ميلان أمام بيزا له عواقب وخيمة على ترتيب الفريق.
بهذه النتيجة، رفع ميلان رصيده إلى 17 نقطة في صدارة الترتيب، ولكنه لعب 8 مباريات. الخطر الحقيقي يكمن في ملاحقيه المباشرين:
- إنتر ميلان: 15 نقطة (من 7 مباريات)
- نابولي: 15 نقطة (من 7 مباريات)
- روما: 15 نقطة (من 7 مباريات)
هذا يعني أن فوز أي من هؤلاء الثلاثة في مباراتهم القادمة (المؤجلة) سيزيح ميلان عن قمة الترتيب. لقد قدم ميلان “هدية” ثمينة لمنافسيه، وحوّل الصراع على القمة إلى معركة مشتعلة.
لماذا حدث تعثر ميلان أمام بيزا؟
يُرجع المحللون هذا التعثر المفاجئ إلى عدة أسباب، أهمها:
- الاستهانة بالخصم: بعد الهدف المبكر للياو، ربما شعر لاعبو ميلان أن المباراة قد حُسمت، مما أدى إلى تراخٍ غير مبرر.
- إهدار الفرص: فشل ميلان في تسجيل الهدف الثاني عندما كان مسيطراً، وهي قاعدة معروفة في كرة القدم “من لا يسجل، يستقبل”.
- الأخطاء الدفاعية: التسبب بركلة جزاء، والسماح بهدف في الدقائق الأخيرة، يُظهر وجود مشاكل في التركيز الدفاعي يجب معالجتها.
خاتمة: في النهاية، كان تعثر ميلان أمام بيزا بمثابة جرس إنذار قوي للفريق. صحيح أنهم أظهروا روحاً قتالية بالعودة في الدقيقة الأخيرة، لكن الدوري الإيطالي هذا الموسم لا يرحم، وفقدان نقطتين على أرضك أمام فريق مثل بيزا قد يكون مكلفاً جداً في نهاية سباق “الاسكوديتو”.













