في ليلة من ليالي دوري أبطال أوروبا التي لا تُنسى، وعلى أرضية ملعب سانتياغو برنابيو الأسطوري، تجسدت مقولة “شخصية البطل” بأبهى صورها. ففي مباراة حبست الأنفاس حتى الدقائق الأخيرة، ريال مدريد يحقق فوز ثمين على مارسيليا بنتيجة (2-1)، في سيناريو درامي لم يكن يتوقعه أشد المتفائلين، خاصة بعد أن لعب الفريق منقوصاً لأكثر من نصف ساعة. إنها ليست مجرد ثلاث نقاط، بل هي رسالة قوية من حامل الرقم القياسي في البطولة بأن رحلة اللقب الخامس عشر قد بدأت بالفعل.
ريال مدريد يحقق فوز ثمين على مارسيليا تفاصيل المباراة
بدأت المباراة بضغط عالٍ من فريق أولمبيك مارسيليا، الذي دخل اللقاء بشجاعة كبيرة محاولاً مباغتة أصحاب الأرض بهدف مبكر. أظهر الفريق الفرنسي تنظيمًا دفاعيًا مميزًا وقدرة على شن هجمات مرتدة سريعة شكلت خطورة على مرمى تيبو كورتوا. ومع ذلك، وكما هي العادة، وجد ريال مدريد طريقه نحو الشباك أولاً عن طريق النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي استغل تمريرة حاسمة ليضع الكرة في المرمى بمهارة عالية.
لكن مجريات اللعب أخذت منعطفًا دراماتيكيًا في الشوط الثاني بعد طرد أحد نجوم الفريق الملكي، مما أعطى مارسيليا الأفضلية العددية وسمح له بتكثيف ضغطه الهجومي. لم يتأخر الرد الفرنسي كثيرًا، حيث تمكنوا من تسجيل هدف التعادل، ليعيدوا المباراة إلى نقطة البداية وسط صمت خيم على مدرجات البرنابيو. بدا أن المباراة تتجه نحو تعادل بطعم الخسارة لريال مدريد، لكن الكلمة الأخيرة كانت للأبطال.
دراما كورية في إفتتاح #دوري_أبطال_أوروبا
ريمونتادا تاريخية.. قره باغ يرفض الاستسلام في ليلة الأبطال!
مباراة مجنونة.. 8 أهداف في قمة يوفنتوس و دورتموند ⚽️
فوز ثمين.. توتنهام يحسم مواجهته ضد فياريال
انتصار بطولي لريال مدريد بـ10 لاعبين على مارسيليا مباراة بطلها الفار pic.twitter.com/8uhE1aGriJ— Newspoots (@newspootsfoot) September 16, 2025
كيف حسم الـVAR الجدل وأهدى الفوز للملكي؟
كانت الدقائق الأخيرة من المباراة هي الأكثر إثارة وجدلاً، حيث لعبت تقنية الفيديو المساعد (VAR) دور البطولة المطلق في تحديد هوية الفائز. ففي ظل الضغط المدريدي المتواصل رغم النقص العددي، حدثت عدة مواقف تحكيمية حاسمة:
- تدخل حاسم: في الدقيقة 88، وبعد هجمة مدريدية منظمة، سقط أحد لاعبي ريال مدريد داخل منطقة الجزاء وسط مطالب باحتساب ركلة جزاء.
- قرار الـVAR: تجاهل حكم الساحة في البداية الاحتجاجات، لكن غرفة الـVAR استدعته لمراجعة اللقطة عبر الشاشة.
- اللحظة المنتظرة: بعد مراجعة دقيقة، أشار الحكم إلى نقطة الجزاء معلنًا عن فرصة ذهبية لريال مدريد لخطف الفوز.
- تنفيذ ناجح: تقدم النجم كيليان مبابي لتنفيذ الركلة بنجاح، مسجلاً هدف الفوز القاتل الذي أشعل حماس الجماهير وأهدى فريقه أغلى ثلاث نقاط.
تحليل تكتيكي: صمود مدريد وقراءة أنشيلوتي للمباراة
لم يكن هذا الفوز وليد الصدفة أو الحظ فقط، بل كان نتاج عمل تكتيكي كبير من المدرب كارلو أنشيلوتي ولاعبيه الذين أظهروا نضجًا ومرونة عالية.
قوة الشخصية رغم النقص العددي
بعد حالة الطرد، أعاد أنشيلوتي تنظيم صفوف الفريق بسرعة، متحولاً إلى خطة أكثر تحفظًا تعتمد على إغلاق المساحات واللعب على الهجمات المرتدة. برز دور اللاعبين أصحاب الخبرة مثل أنطونيو روديغر وفيديريكو فالفيردي في قيادة الفريق دفاعيًا وبث الروح القتالية في زملائهم، مما منع مارسيليا من استغلال تفوقه العددي بشكل كامل.
تغييرات أنشيلوتي التي قلبت الطاولة
كانت تبديلات المدرب الإيطالي ذكية ومؤثرة. فبدلاً من الاستسلام للأمر الواقع والرضا بالتعادل، دفع بلاعبين يمتلكون السرعة والقدرة على صناعة الفارق في الثلث الأخير من الملعب. هذه التغييرات لم تكتفِ بتنشيط الهجوم فحسب، بل أربكت حسابات مدرب مارسيليا وأجبرت فريقه على التراجع، مما مهد الطريق للضغط الذي أسفر عن ركلة الجزاء الحاسمة.
في الختام، يمكن القول إن ريال مدريد يحقق فوز ثمين على مارسيليا لم يكن مجرد بداية موفقة في دوري الأبطال، بل كان عرضًا حيًا لقوة الإرادة والشخصية التي تميز هذا النادي العريق. الفوز بعشرة لاعبين وبهدف في الدقائق الأخيرة يمنح الفريق دفعة معنوية هائلة للمضي قدمًا في البطولة. والآن، يبقى السؤال الذي يطرحه الجميع: هل يمهد هذا الانتصار الصعب الطريق نحو حصد اللقب الخامس عشر؟ شاركنا رأيك في التعليقات.