فوز السودان على غينيا الاستوائية لم يكن مجرد نتيجة عابرة في سجلات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 المقامة حالياً في المغرب، بل كان بمثابة قبلة الحياة لمنتخب “صقور الجديان” في المجموعة الخامسة. في أمسية كروية مثيرة احتضنها مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، تمكن المنتخب السوداني من خطف ثلاث نقاط ثمينة جداً أعادته إلى واجهة المنافسة بقوة، ليثبت أبناء المدرب كواسي أبياه أنهم رقم صعب في المعادلة الأفريقية.
في هذا التقرير المفصل والحصري، نغوص في تفاصيل المباراة، ونحلل الأداء الفني، ونستعرض كيف قلب هذا الفوز موازين المجموعة الخامسة رأساً على عقب.
FULL-TIME! 🇬🇶🇸🇩
Sudan clinch a crucial win over Equatorial Guinea. #TotalEnergiesAFCON2025 | @tecnomobile pic.twitter.com/3NfWu2vgCe
— TotalEnergies AFCON 2025 (@CAF_Online) December 28, 2025
تفاصيل فوز السودان على غينيا الاستوائية والهدف القاتل
بدأت المباراة بحذر تكتيكي واضح من الجانبين، حيث دخل المنتخب السوداني اللقاء وعينه على تعويض خسارته في الجولة الأولى. اعتمد المدرب جيمس كواسي أبياه على تشكيل متوازن 4-2-3-1، بوجود محمد المصطفى في حراسة المرمى، وقيادة هجومية اعتمدت على السرعة في التحولات.
الشوط الأول شهد شداً وجذباً في وسط الميدان، مع أفضلية نسبية في الاستحواذ لغينيا الاستوائية التي لعبت بخطة 4-1-4-1 بقيادة مدربها خوان ميشا. إلا أن الدفاع السوداني بقيادة مصطفى كرشوم وأرنج كان في الموعد، متصدياً لكل محاولات الخصم.
نقطة التحول الكبرى التي صنعت فوز السودان على غينيا الاستوائية جاءت في الدقيقة 74 من عمر المباراة. ففي وقت كان يظن فيه الجميع أن المباراة تتجه نحو التعادل السلبي، وقع المدافع الغيني ساؤول كوكو في المحظور وسجل هدفاً بالخطأ في مرماه (Own Goal)، مهدياً السودان تقدماً غالياً حافظ عليه اللاعبون باستماتة حتى صافرة النهاية. هذا الهدف لم يكن مجرد صدفة، بل نتاج ضغط متقدم مارسه الهجوم السوداني أجبر دفاع الخصم على ارتكاب الأخطاء.
المنتخب السوداني يفتتح التسجيل أمام غينيا الاستوائية! ⚽#كأس_أمم_أفريقيا#AFCON2025 | #TotalEnergiesAFCON2025 pic.twitter.com/BRPDfDCGWi
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) December 28, 2025
صلابة دفاعية وتكتيك كواسي أبياه
ما ميز فوز السودان على غينيا الاستوائية اليوم هو الانضباط التكتيكي العالي. ورغم المحاولات المستميتة من الجانب الغيني للعودة في النتيجة، خاصة في الربع ساعة الأخير، إلا أن التنظيم الدفاعي لـ “صقور الجديان” حال دون ذلك.
أظهرت إحصائيات المباراة “Attack Momentum” أن السودان عرف كيف يمتص حماس الخصم ويوجه ضرباته في الوقت المناسب. كما أن التبديلات التي أجراها الجهاز الفني بدخول ياسر مزمل والسماني الصاوي في الدقائق الأخيرة ساهمت في قتل رتم المباراة واستهلاك الوقت بشكل قانوني وذكي، وهو ما كلف اللاعب محمد النيل بطاقة صفراء في الدقيقة 90+ للتأخير، لكنها كانت تضحية تكتيكية للحفاظ على النتيجة.
رجل المباراة وتقييمات اللاعبين
لا يمكن الحديث عن فوز السودان على غينيا الاستوائية دون الإشادة بالنجم الذي استحق لقب “رجل المباراة”. وفقاً لتقييمات الأداء، حصل اللاعب السوداني محمد سعيد أحمد على أعلى تقييم في المباراة (7.3)، متفوقاً على جميع اللاعبين في أرض الملعب.
قدم سعيد أحمد أداءً بطولياً في وسط الميدان، حيث كان حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، ومساهماً فعالاً في إفساد هجمات الخصم وبناء المرتدات. كما برز الحارس محمد المصطفى بتصديه لكرات حاسمة منحت الثقة لزملائه.
من جانب غينيا الاستوائية، كان ساؤول كوكو هو العنوان الأبرز ولكن بشكل سلبي بعد تسجيله الهدف العكسي وحصوله على تقييم منخفض (5.9)، مما يعكس الضغط النفسي الذي نجح هجوم السودان في فرضه عليه.
ترتيب المجموعة الخامسة بعد فوز السودان
بعد صافرة النهاية وإعلان فوز السودان على غينيا الاستوائية، اشتعلت المنافسة في المجموعة الخامسة (Group E). هذا الانتصار رفع رصيد السودان إلى 3 نقاط، ليعوض تعثره السابق ويقفز للمركز الثالث، متساوياً في النقاط مع منتخب بوركينا فاسو (الوصيف) وخلف المتصدر الجزائر (6 نقاط).
إليك ترتيب المجموعة الخامسة بالتفصيل:
- الجزائر: 6 نقاط (لعب 2، فاز 2).
- بوركينا فاسو: 3 نقاط (لعب 2، فاز 1، خسر 1).
- السودان: 3 نقاط (لعب 2، فاز 1، خسر 1).
- غينيا الاستوائية: 0 نقاط (لعب 2، خسر 2).
هذا الترتيب يعني أن السودان عاد وبقوة للمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل المباشر، أو على الأقل المنافسة كأفضل ثوالث، خاصة وأن فارق الأهداف (-2) يمكن تداركه في المباراة القادمة المصيرية.
ماذا يعني هذا الفوز لمستقبل السودان في البطولة؟
إن فوز السودان على غينيا الاستوائية ليس مجرد 3 نقاط، بل هو دفعة معنوية هائلة. اللعب في ملعب مركب محمد الخامس وأمام جماهير غفيرة، وتحقيق الفوز في ظروف صعبة، يؤكد أن المدرب كواسي أبياه قد نجح في بناء شخصية قوية للمنتخب.
المباراة القادمة ستكون هي “مباراة العبور”. الحسابات الآن أصبحت واضحة؛ الفوز في الجولة الأخيرة قد يضمن للسودان التأهل المباشر لدور الـ 16، وهو حلم يراود الملايين من عشاق الكرة السودانية. الأداء الرجولي الذي شاهدناه اليوم، والروح القتالية التي أظهرها اللاعبون مثل سيف تيري (الذي شارك كبديل) ووالي الدين خضر، تبشر بأن القادم أفضل.
ختاماً، حقق “صقور الجديان” المطلوب، وأثبتوا أن فوز السودان على غينيا الاستوائية هو بداية الانطلاقة الحقيقية في “كان 2025”. العيون الآن تترقب الجولة الحاسمة، والآمال معلقة على هؤلاء الأبطال لكتابة تاريخ جديد للكرة السودانية في الملاعب المغربية.










