جاء فوز نابولي على انتر ليلة أمس بمثابة بيان صريح في سباق “السكوديتو” هذا الموسم. في قمة نارية على أرض ملعب “دييغو أرماندو مارادونا”، نجح أصحاب الأرض في توجيه ضربة قوية لطموحات “النيراتزوري”، وحسموا المواجهة بنتيجة 3-1، ليُحكموا قبضتهم على المركز الأول في جدول ترتيب “السيريا آه”.
كانت الأنظار كلها تتجه لهذه المواجهة، ليس فقط لكونها تجمع بين صاحب المركز الأول (نابولي) وصاحب المركز الثالث (انتر)، ولكن لأنها جاءت بعد سلسلة انتصارات مذهلة للضيوف. لكن نابولي، بفضل الأداء التكتيكي العالي واللمسات الفردية الحاسمة، أثبت أنه الفريق الأقوى في إيطاليا حالياً.
بأقدام النجوم دي بروين ومكتوميناي! نابولي يحسمها 3-1 ضد إنتر وينفرد بصدارة الترتيب!#الدوري_الإيطالي #الكالتشيو pic.twitter.com/MCFU3ohWCk
— Newspoots (@newspootsfoot) October 25, 2025
بداية متوترة وركلة جزاء تفتح باب التسجيل
بدأت المباراة كما هو متوقع من قمة بهذه الحجوم: ضغط عالٍ، حذر تكتيكي، ومحاولات لفرض السيطرة على منطقة المناورات. انتر، القادم بأربعة انتصارات متتالية، حاول مباغتة نابولي، لكن دفاع “البارتينوبي” كان منظماً.
استمرت المعركة سجالاً حتى الدقيقة 33. بعد هجمة منسقة، تمكن نابولي من الحصول على ركلة جزاء مستحقة. تقدم النجم البلجيكي كيفين دي بروين لتنفيذها، وببرودة أعصاب معهودة، وضع الكرة في الشباك، مُعلناً عن الهدف الأول لنابولي ومُشعلاً حماس المدرجات.
انتهى الشوط الأول بتقدم مستحق لأصحاب الأرض، الذين بدوا أكثر خطورة وقدرة على ترجمة سيطرتهم إلى فرص حقيقية.
ماكتوميناي يضاعف النتيجة… وانتر يرد سريعاً
لم يكتفِ نابولي بالتقدم بهدف. مع انطلاق الشوط الثاني، كثف الفريق من ضغطه، وفي الدقيقة 54، جاء الدور على الاسكتلندي سكوت ماكتوميناي. لاعب خط الوسط الذي يقدم مستويات رائعة، استغل تمريرة دقيقة ليطلق تسديدة قوية سكنت شباك انتر، معلناً عن الهدف الثاني.
في هذه اللحظة، ظن الكثيرون أن المباراة قد حُسمت. لكن في قمم الدوري الإيطالي، لا شيء ينتهي مبكراً. بعد خمس دقائق فقط (الدقيقة 59)، تحصل انتر على ركلة جزاء بعد خطأ داخل المنطقة. انبرى لها الأخصائي التركي هاكان تشالهان أوغلو، وسجلها بنجاح ليقلص الفارق إلى 2-1.
أهمية فوز نابولي على انتر في سباق الصدارة
عاد التوتر إلى الملعب، وبدأ انتر في الاندفاع بكل ثقله بحثاً عن هدف التعادل. وهنا، ظهرت شخصية البطل لدى نابولي. فبدلاً من التراجع للدفاع، واصل الفريق البحث عن الهدف الثالث لحسم اللقاء.
رصاصة الرحمة من أنغويسا
لم يدم أمل انتر في العودة طويلاً. في الدقيقة 66، أي بعد 7 دقائق فقط من هدف انتر، جاء الرد القاتل. قام فرانك أنغويسا بمجهود فردي رائع، متوغلاً في دفاعات انتر قبل أن يرسل الكرة إلى المرمى، مسجلاً الهدف الثالث الذي كان بمثابة رصاصة الرحمة.
هذا الهدف كسر شوكة انتر تماماً وأعاد الفارق إلى هدفين، وهو ما سمح لنابولي بإدارة الدقائق المتبقية من المباراة بذكاء كبير حتى صافرة النهاية.
كيف أثر فوز نابولي على انتر جدول الترتيب؟
هذا الفوز لنابولي على انتر ليس مجرد ثلاث نقاط عادية، بل هو ضربة مزدوجة:
- تعزيز الصدارة: رفع نابولي رصيده إلى 18 نقطة من 8 مباريات، موسعاً الفارق مع أقرب ملاحقيه ميلان (17 نقطة) ومبتعداً بفارق 3 نقاط كاملة عن انتر نفسه الذي تجمد رصيده عند 15 نقطة.
- كسر سلسلة الانتصارات: أوقف نابولي قطار انتر السريع، الذي كان قادماً من 4 انتصارات متتالية (W-W-W-W)، ليُلحق بهم الهزيمة الأولى بعد سلسلة من النتائج الممتازة.
- تفوق نفسي: الفوز في مواجهة مباشرة ضد منافس على اللقب يمنح نابولي أفضلية نفسية ومعنوية هائلة في بقية مشوار الموسم.
في الختام، أثبت نابولي أنه يمتلك الجودة والعمق (بوجود هدافين من خط الوسط مثل ماكتوميناي وأنغويسا إلى جانب نجم بحجم دي بروين) للمنافسة بجدية على اللقب. أما انتر، فعليه مراجعة حساباته بسرعة للتعافي من هذه الخسارة المؤثرة قبل أن يبتعد قطار الصدارة أكثر.













