انتهت قمة ليفربول وريال مدريد المنتظرة في “ليلة الأبطال” بفوز ثمين ومستحق للريدز بنتيجة 1-0، في معركة تكتيكية شرسة احتضنها ملعب “أنفيلد” ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا 2025/26.
كانت المباراة بمثابة نهائي مبكر، حيث دخل الفريقان اللقاء وهما يملكان نفس الرصيد من النقاط (9 نقاط قبل هذه الجولة، كما تظهر الترتيبات)، لكن كتيبة المدرب يورغن كلوب (الافتراضي لليفربول) نجحت في فك شفرة دفاعات كارلو أنشيلوتي بفضل تسديدة الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، التي حسمت اللقاء في الدقيقة 61.
هذا الفوز لم يمنح ليفربول ثلاث نقاط غالية فحسب، بل أشعل المنافسة على صدارة المجموعة، ووجه رسالة قوية لبقية المنافسين بأن “أنفيلد” لا يزال حصناً منيعاً.
رسميا: نتائج اليوم في دوري أبطال أوروبا #دوري_ابطال_اوروبا #UCL pic.twitter.com/PuRnheAFRW
— Newspoots (@newspootsfoot) November 4, 2025
الشوط الأول: معركة تكتيكية بلا أهداف
بدأت المباراة كما هو متوقع من مواجهة بين عملاقين بحجم ليفربول وريال مدريد. دخل ليفربول بتشكيلة هجومية (4-2-3-1) معتمداً على الثلاثي الناري محمد صلاح، فلوريان فيرتز، ودومينيك سوبوسلاي خلف المهاجم هوغو إيكيتيكي، وبدعم من ثنائي الارتكاز ماك أليستر وجرافنبرخ.
في المقابل، رد ريال مدريد بخطة (4-1-4-1) التي تهدف لفرض السيطرة على وسط الملعب، بوجود تشواميني كقاطع كرات، وأمامه الرباعي الخطير: فينيسيوس جونيور، جود بيلينجهام، إدواردو كامافينجا، وفيدي فالفيردي، لدعم المهاجم الوحيد كيليان مبابي.
الشوط الأول كان حذراً من الطرفين. استحوذ ليفربول على الكرة وحاول الضغط العالي، لكن دفاعات ريال مدريد بقيادة إيدر ميليتاو والحارس المتألق تيبو كورتوا (صاحب التقييم 7.9) كانت بالمرصاد. محمد صلاح (بتقييم 7.8) كان الأنشود الأبرز للريدز، محاولاً الاختراق من الجبهة اليمنى، لكن الخطورة الحقيقية غابت عن المرميين، لينتهي الشوط بالتعادل السلبي.
ماك أليستر يكسر صمت أنفيلد
تغير المشهد في الشوط الثاني. زاد ليفربول من نسقه الهجومي، وبدأ في الضغط بقوة على حامل الكرة من جانب الريال. وفي الدقيقة 61، جاءت اللحظة التي انتظرها جمهور “أنفيلد”.
بعد سلسلة من التمريرات القصيرة، وصلت الكرة إلى بطل العالم الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر (بتقييم 7.8) على مشارف منطقة الجزاء. لم يتردد “ماكا”، وأطلق تسديدة قوية ومتقنة، فشل تيبو كورتوا، رغم كل براعته، في التعامل معها، لتسكن الشباك معلنة عن الهدف الأول لليفربول.
اشتعل الملعب فرحاً، وحاول ريال مدريد العودة سريعاً. ألقى أنشيلوتي ببعض أوراقه، لكن دفاع ليفربول بقيادة فيرجيل فان دايك (6.7) وإبراهيما كوناتي (6.7) قدم مباراة كبيرة، ونجح في تحييد خطورة نجوم الريال.
تحليل أداء الفريقين: ماذا بعد مباراة ليفربول وريال مدريد؟
هذه المباراة كشفت الكثير عن حالة الفريقين في هذه المرحلة من الموسم.
ليفربول: صلابة وثقة
أظهر ليفربول نضجاً تكتيكياً كبيراً. نجح الفريق في السيطرة على إيقاع اللعب، والأهم أنه عرف كيف يعاني ويحافظ على نظافة شباكه أمام هجوم كاسح يضم مبابي (7.3)، فينيسيوس (6.0)، وبيلينجهام (6.4). الفوز يضع ليفربول في صدارة المجموعة (أو في موقع قوة) برصيد 12 نقطة (افتراضياً بعد 4 جولات)، ويقترب خطوة كبيرة من حسم التأهل.
ريال مدريد: خيبة أمل النجوم
على الجانب الآخر، كانت ليلة محبطة لنجوم الميرينجي. ليفربول وريال مدريد هي قمة تنتظر فيها الجماهير لمحات النجوم، لكن هذا ما غاب عن الضيوف.
- جود بيلينجهام (6.4): كان “مكبلاً” برقابة وسط ملعب ليفربول، ولم يقدم المردود المعتاد منه.
- فينيسيوس جونيور (6.0): كان التقييم الأضعف في خط الهجوم، حيث تم عزله تماماً على الرواق الأيسر بفضل الأداء الدفاعي القوي من برادلي وروبرتسون.
- كيليان مبابي (7.3): كان “الناجي الوحيد” هجومياً. حاول، راوغ، وسدد، لكنه وجد نفسه وحيداً في مواجهة دفاع منظم.
الهزيمة جمدت رصيد ريال مدريد عند 9 نقاط، ومع فوز ليفربول (WWLW) وخسارة الريال (WWWL) كما تظهر سجلات آخر 4 مباريات، فإن المنافسة على بطاقتي التأهل وصدارة المجموعة ستظل مشتعلة حتى الجولة الأخيرة.
فوز بطعم الثأر
في النهاية، كان فوزاً مستحقاً لليفربول. فوز يعيد الثقة للفريق بعد أي كبوة سابقة، ويثبت أن “الريدز” قادمون بقوة هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا. أما ريال مدريد، فعليه مراجعة حساباته بسرعة، خاصة فيما يتعلق بالفعالية الهجومية لنجومه الكبار، قبل أن تتعقد الأمور في مجموعة لا ترحم.













