شهدت مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام واحدة من أكثر نهايات المباريات جنوناً وإثارة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز. في ليلة ظن فيها الجميع أن توتنهام حسم النقاط الثلاث على أرضه وبين جماهيره، أبى مانشستر يونايتد الاستسلام، ليخطف المدافع ماتيس دي ليخت هدف تعادل ذهبي في الثانية الأخيرة (90’+6)، لتنتهي المواجهة بنتيجة 2-2 على ملعب توتنهام هوتسبير.
كانت المباراة عبارة عن “أفعوانية” من المشاعر. كتيبة المدرب روبن أموريم، التي دخلت اللقاء وهي في المركز السابع، قدمت أداءً تكتيكياً منظماً في الشوط الأول، لكنها وجدت نفسها متأخّرة في الدقائق الأخيرة قبل أن تعود بروح “الشياطين الحمر” المعهودة.
جنون الدقائق الأخيرة! توتنهام كان على وشك تحقيق ريمونتادا تاريخية، لكن دي ليخت خطف تعادلاً قاتلاً لمانشستر يونايتد في الدقيقة 90+6! قمة نارية انتهت 2-2!#توتنهام #مانشستر_يونايتد #الدوري_الإنجليزي #البريميرليج #توتنهام_مانشستر_يونايتد #قمة_البريميرليج pic.twitter.com/oKkFBbvlz1
— Newspoots (@newspootsfoot) November 8, 2025
الشوط الأول: أفضلية لليونايتد وهدف مبابيوم
بدأت المباراة بتحفّظ تكتيكي من المدربين، روبن أموريم (مانشستر يونايتد) وتوماس فرانك (توتنهام). اعتمد اليونايتد على رسم 3-4-2-1، مانحاً حرية للثنائي الهجومي بريان مبابيوم وماسون ماونت خلف المهاجم، بينما رد توتنهام بخطة 4-2-3-1 المعتادة.
الضيوف كانوا الطرف الأفضل في البداية، وتمكنوا من ترجمة أفضليتهم عند الدقيقة 32. جاء الهدف عن طريق بريان مبابيوم، الذي استغل تمريرة دقيقة ليضع الكرة في الشباك، مانحاً اليونايتد تقدماً مستحقاً.
حاول توتنهام، صاحب المركز الثالث في الترتيب، العودة في النتيجة، لكن دفاع اليونايتد المنظم بقيادة دي ليخت وماغواير نجح في امتصاص ضغط أصحاب الأرض، لينتهي الشوط الأول بتقدم مانشستر يونايتد 0-1.
الشوط الثاني: انتفاضة توتنهام والدراما تبدأ
في الشوط الثاني، دخل توتنهام بوجه مغاير. دفع المدرب توماس فرانك بلاعبيه إلى الأمام، وضغط بكل خطوطه على دفاعات اليونايتد. بدا واضحاً أن أصحاب الأرض لن يرضوا بالخسارة على ملعبهم.
استمر الضغط حتى الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، نجح البديل ماتيس تيل في إدراك التعادل لتوتنهام في الدقيقة 84، وسط فرحة عارمة في المدرجات. بدا أن هذا الهدف سيضمن نقطة على الأقل للسبيرز.
جنون الدقائق الست.. ملحمة الوقت بدل الضائع
لم تكن “الدراما” قد بدأت بعد. ففي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع (90’+1)، استطاع المهاجم البرازيلي ريتشارليسون أن يسجل الهدف الثاني لتوتنهام، مستغلاً ارتباكاً دفاعياً في صفوف اليونايتد.
انفجر الملعب احتفالاً. 2-1 لتوتنهام. بدا أن المباراة انتهت، وأن النقاط الثلاث باتت في جيب توماس فرانك، وأن اليونايتد سيعود إلى مانشستر بخيبة أمل كبيرة.
لكن مانشستر يونايتد رفض رفع الراية البيضاء.
كلمة دي ليخت الأخيرة: تحليل مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام
في الهجمة الأخيرة من المباراة، وفي الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع (90’+6)، اندفع جميع لاعبي اليونايتد، بما فيهم المدافعون، إلى منطقة جزاء توتنهام. وفي سيناريو لا يصدق، وصلت الكرة إلى المدافع الهولندي ماتيس دي ليخت، الذي لم يتوانَ عن إيداعها الشباك، مطلقاً رصاصة الرحمة على آمال توتنهام بالفوز.
هدف قاتل صدم جماهير أصحاب الأرض ومنح اليونايتد نقطة ثمينة من فم الأسد.
ماذا يعني هذا التعادل في سباق الترتيب؟
بهذه النتيجة، حافظ توتنهام على مركزه الثالث برصيد 19 نقطة، لكنه أهدر فرصة الابتعاد عن منافسيه، وسيشعر حتماً أن هذا التعادل بطعم الخسارة بعد أن كان الفوز بين يديه.
أما مانشستر يونايتد، فقد رفع رصيده إلى 18 نقطة في المركز السابع. الأهم من النقطة هو “الرسالة” التي أرسلها الفريق؛ رسالة قوامها الروح القتالية، و”رفض الخسارة” حتى الثانية الأخيرة. هذه النقطة التي خطفها دي ليخت قد تكون نقطة تحول معنوية هامة لكتيبة المدرب روبن أموريم في سباق المنافسة على المراكز الأوروبية.
لقد كانت مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام تجسيداً حياً لمتعة وإثارة الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث لا أمان حتى صافرة النهاية.













