في ليلة كروية لن تمحى من ذاكرة عشاق الميرينجي، انتهت مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو بنتيجة عريضة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة لصالح الضيوف، في اللقاء الذي أقيم مساء الأربعاء على ملعب “سان ماميس” العنيد، ضمن منافسات الجولة التاسعة عشرة من الدوري الإسباني (لا ليغا) لموسم 2025/2026.
لقد كانت هذه المواجهة أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ بل كانت رسالة شديدة اللهجة من كتيبة المدرب تشابي ألونسو إلى المتصدر برشلونة، مفادها أن الصراع على اللقب قد اشتعل للتو. تألق النجم الفرنسي كيليان مبابي بشكل لافت، ليخطف نجومية اللقاء بتقييم كامل (10/10)، ويثبت أنه الرقم الصعب في معادلة الدوري الإسباني هذا الموسم.
مبابي يقود ريال مدريد للفوز على أتليتك بيلباو بنتيجة 3-0 #الدوري_الإسباني 🔥🏆📸#ريال_مدريد #الليغا pic.twitter.com/qmCzwwqhJw
— Newspoots (@newspootsfoot) December 3, 2025
تفاصيل وأحداث مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو
بدأت مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو بضغط مبكر ومفاجئ من الضيوف، حيث لم يمنح ريال مدريد أصحاب الأرض أي فرصة لالتقاط الأنفاس. ودخل تشابي ألونسو اللقاء بتشكيلة هجومية مرعبة ضمت فينيسيوس جونيور، جود بيلينجهام، وكيليان مبابي، مدعومين بصلابة تشواميني وكامافينجا في الوسط، وتواجد الظهير الطائر ترينت ألكسندر أرنولد.
الشوط الأول: سيطرة ملكية وهدف مبكر
لم ينتظر عشاق الملكي طويلاً، حيث افتتح كيليان مبابي التسجيل في الدقيقة السابعة (7′) فقط من عمر اللقاء. جاء الهدف بمثابة صدمة لجماهير الباسك التي ملأت مدرجات السان ماميس، حيث استغل مبابي سرعته الفائقة لكسر مصيدة التسلل وإسكان الكرة في الشباك، معلناً عن بداية قوية في مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو.
حاول أتلتيك بلباو بقيادة مدربه إرنesto فالفيردي العودة في النتيجة عبر تحركات الأخوين ويليامز (نيكو وإيناكي)، إلا أن صلابة الدفاع المدريدي بقيادة روديجر وميليتاو، ويقظة الحارس كورتوا، حالتا دون ذلك. وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة، وتحديداً في الدقيقة 42، أطلق إدواردو كامافينجا تسديدة صاروخية عزز بها تقدم فريقه بالهدف الثاني، ليخرج ريال مدريد للاستراحة بتقدم مريح (2-0).
الشوط الثاني: مبابي يقتل المباراة
مع بداية الشوط الثاني، واصل ريال مدريد هيمنته على مجريات مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو، ولم يكتفِ بالدفاع عن النتيجة. وفي الدقيقة 59، عاد النجم الأول للقاء، كيليان مبابي، ليضيف الهدف الشخصي الثاني له والثالث لفريقه، منهياً آمال أصحاب الأرض في العودة.
أدار تشابي ألونسو الدقائق المتبقية بذكاء تكتيكي كبير، حيث أجرى عدة تبديلات للحفاظ على حيوية الفريق، من بينها إشراك أردا جولر ورودريغو للحفاظ على الضغط الهجومي، لتنتهي المباراة بفوز مستحق وثلاث نقاط غالية.
تحليل الأداء في مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو
عند النظر في الإحصائيات الفنية لـ مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو، نجد تفوقاً كاسحاً لعناصر ريال مدريد، وهو ما عكسه تقييم اللاعبين عقب صافرة النهاية.
رجل المباراة (كيليان مبابي): حصل على تقييم مثالي (10)، وهو أمر نادر الحدوث في مباريات صعبة كهذه. تحركاته، سرعته، وحسمه أمام المرمى جعلت منه كابوساً لدفاع بلباو.
جود بيلينجهام (8.1): كان الدينامو المحرك لخط الوسط، وساهم في الربط المثالي بين الخطوط.
ترينت ألكسندر أرنولد (7.6): قدم إضافة هجومية هائلة من الجهة اليمنى، وأثبت أنه صفقة ناجحة بكل المقاييس لتشكيلة ألونسو.
تيبو كورتوا (8.0): حافظ على نظافة شباكه بتصديات حاسمة، خاصة في الفترات التي حاول فيها بلباو تقليص الفارق.
على الجانب الآخر، عانى أتلتيك بلباو من ضعف النجاعة الهجومية، حيث حصل نيكو ويليامز على تقييم (6.6) فقط، بينما كان الحارس أوناي سيمون (7.6) أحد أفضل لاعبي فريقه رغم استقباله لثلاثة أهداف، حيث أنقذ مرماه من نتيجة أثقل.
موقف الفريقين في الدوري بعد مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو
أحدثت نتيجة مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو تغييراً مهماً في شكل المنافسة في قمة جدول ترتيب الدوري الإسباني.
ريال مدريد: رفع رصيده إلى 36 نقطة من 15 مباراة، ليحتل المركز الثاني ويضيق الخناق بشدة على المتصدر برشلونة (37 نقطة). الفريق الآن يمتلك أقوى خط هجوم وثاني أقوى خط دفاع، مما يؤكد جاهزيته لاستعادة اللقب.
أتلتيك بلباو: تجمد رصيده عند 20 نقطة في المركز الثامن، وهي نتيجة مخيبة لآمال الفريق الباسكي الذي يسعى لحجز مقعد مؤهل للمسابقات الأوروبية.
صراع الصدارة يشتعل
بهذا الفوز، يثبت تشابي ألونسو أنه تمكن من بناء فريق متكامل لا يتأثر بغيابات أو ضغط الملاعب الصعبة. الفارق أصبح نقطة واحدة فقط مع برشلونة، مما يعني أن أي تعثر قادم للفريق الكتالوني قد يمنح الصدارة للميرينجي.
أسباب تفوق ريال مدريد التكتيكي
نجح تشابي ألونسو في قراءة مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو بشكل أفضل من نظيره فالفيردي. اعتمد الريال على خطة 4-3-3 المرنة التي تتحول هجومياً بزيادة عددية من الأطراف (أرنولد وكاريرس).
السيطرة على الوسط: ثلاثية كامافينجا، تشواميني، وفالفيردي (الذي لعب دوراً محورياً) خنقت محاولات بلباو للبناء من الخلف.
التحولات السريعة: استغلال سرعة فينيسيوس ومبابي في المساحات خلف دفاع بلباو المتقدم كان السلاح الفتاك الذي حسم اللقاء مبكراً.
ختاماً، يمكن القول إن مباراة ريال مدريد وأتلتيك بلباو كانت استعراضاً للقوة من جانب النادي الملكي، وبرهاناً جديداً على أن صفقة مبابي وتعيين ألونسو قد نقلا الفريق إلى مستوى آخر من الهيمنة. الجماهير الآن تترقب الجولات القادمة بشغف، فالصراع على الليغا يبدو أنه سيكون ساخناً حتى الرمق الأخير.














