شهد ملعب “يان بريدل” ليلة كروية لا تُنسى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث كانت نتيجة مباراة برشلونة وكلوب بروج حديث العالم بعد أن انتهت بسيناريو درامي ومثير بنتيجة 3-3. في مباراة اعتقد الجميع أنها ذاهبة في اتجاه واحد، نجح برشلونة في خطف نقطة ثمينة من فم الأسد البلجيكي، في ليلة أثبتت أن دوري أبطال أوروبا لا يعترف بالأسماء أو التاريخ، بل بالعطاء على أرض الملعب فقط.
في أمسية باردة ضمن منافسات الجولة الرابعة من دور المجموعات (المرحلة الأولى بنظامه الجديد) لدوري أبطال أوروبا 2025-2026، قدم كلوب بروج أداءً بطولياً وكاد أن يلحق هزيمة مذلة بفريق المدرب هانزي فليك، لولا انتفاضة متأخرة من نجوم البلاوغرانا.
رسميا: نتائج مباريات الأربعاء #دوري_أبطال_أوروبا #UCL pic.twitter.com/cS7RHdiaOm
— Newspoots (@newspootsfoot) November 5, 2025
الشوط الأول: كيف أثرت البداية الصادمة على نتيجة مباراة برشلونة وكلوب بروج؟
لم يكد الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور يطلق صافرة البداية، حتى وجد برشلونة نفسه متأخراً في النتيجة. بدأت القصة في الدقيقة السادسة، عندما استغل المهاجم المتألق كارلوس فوربس خطأً فادحاً في التمركز الدفاعي لبرشلونة، ليجد نفسه وجهاً لوجه مع الحارس ويسكن الكرة الشباك ببرودة أعصاب، معلناً الهدف الأول لأصحاب الأرض.
الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد. ففيما كان برشلونة يحاول استيعاب الهدف الأول، عاد نفس اللاعب، كارلوس فوربس، ليزرع الرعب في قلوب الكتالونيين. في الدقيقة 17، ومن هجمة مرتدة سريعة، انطلق فوربس كالسهم وتلاعب بدفاع برشلونة قبل أن يطلق تسديدة قوية سكنت الزاوية البعيدة، مسجلاً الهدف الثاني له ولفريقه.
بدت الأمور كارثية على فريق هانزي فليك. هدفان في أقل من 20 دقيقة، وأداء باهت من خط الوسط بقيادة دي يونغ، ودفاع مرتبك بقيادة أراوخو وكوندي. لكن برشلونة، باسمه وتاريخه، حاول العودة. بدأ الفريق في الضغط، وتمكن فيران توريس من تقليص الفارق بهدف أول (كما تشير قائمة الهدافين في بطاقة المباراة) ليمنح فريقه بصيص أمل.
لكن الفريق البلجيكي، بقيادة مدربه نيكي هاين، كان له رأي آخر. قبل نهاية الشوط، نجح المدافع نيكولو تريفوه في إضافة الهدف الثالث، مستغلاً ركلة ركنية وارتباكاً جديداً في دفاع البارسا، لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق ومفاجئ لكلوب بروج 3-1.
تحليل فني: معركة تكتيكية أدت لنتيجة مثيرة
دخل الفريقان المباراة بخطة تكتيكية متطابقة على الورق (4-2-3-1)، لكن التطبيق كان مختلفاً تماماً. مدرب كلوب بروج، نيكي هاين، قرأ برشلونة جيداً. اعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة، وإغلاق المساحات أمام لامين يامال، وعزل المهاجم (الذي يبدو أنه كان رافينيا أو فيران توريس).
في المقابل، بدا هانزي فليك عاجزاً عن إيجاد الحلول. خط وسط برشلونة كان غائباً، والأظهرة (بالدي وغارسيا) لم تقدما الدعم الهجومي المعتاد خوفاً من مرتدات فوربس السريعة.
كارلوس فوربس: نجم اللقاء بلا منازع
لا يمكن الحديث عن نتيجة مباراة برشلونة وكلوب بروج دون التوقف عند الأداء الخرافي الذي قدمه كارلوس فوربس. اللاعب الذي حصل على تقييم 9.8 (الأعلى في المباراة) كان كابوساً حقيقياً لدفاع برشلونة. بسرعته، مهارته، وقدرته على إنهاء الهجمات، سجل هدفين وكان العقل المدبر لكل هجمات فريقه الخطيرة، ليستحق لقب رجل المباراة بجدارة.
الشوط الثاني: انتفاضة برشلونة المتأخرة
عاد برشلونة في الشوط الثاني بوجه مغاير. أجرى فليك تبديلات لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث أظهرت الإحصائيات دخول الشاب باو كوبارسي وأليخاندرو بالدي (بدلاً من G. Martin، ربما كجناح).
ضغط برشلونة بكل خطوطه، وأظهر مخطط “الزخم الهجومي” (Attack Momentum) سيطرة شبه كاملة للبارسا في الدقائق الأخيرة. بدأ الأمل في العودة في الدقيقة 77، عندما أثمر ضغط برشلونة عن هدف عكسي سجله مدافع بروج كريستوس تزوليس بالخطأ في مرماه بعد دربكة أمام المرمى.
هذا الهدف أشعل حماس لاعبي برشلونة. وفي الدقيقة 81، جاء الدور على النجم الشاب لامين يامال. في لقطة فنية رائعة، استلم يامال الكرة على مشارف منطقة الجزاء، راوغ ببراعة، وأطلق تسديدة مقوسة رائعة سكنت الشباك، معلنة عن هدف التعادل 3-3.
حاول برشلونة في الدقائق المتبقية (بما فيها 6 دقائق وقت بدل ضائع) خطف هدف الفوز، لكن دفاع بروج استبسل ليحافظ على نقطة تاريخية بالنسبة له، ومخيبة لآمال برشلونة.
ماذا تعني هذه النتيجة لترتيب المجموعة؟
هذا التعادل يضع برشلونة في موقف لا يحسد عليه. بالنظر إلى جدول الترتيب (الذي يظهر الترتيب العام للمرحلة الأولى)، يحتل برشلونة المركز الحادي عشر برصيد 7 نقاط فقط (من فوزين، تعادل، وهزيمة). هذا يعني أن الفريق الكتالوني لا يزال في منطقة خطر وقد يجد صعوبة في التأهل للأدوار الإقصائية المتقدمة إذا لم يحسن نتائجه في الجولات القادمة.
أما كلوب بروج، فقد رفع رصيده إلى 4 نقاط (من فوز، تعادل، وهزيمتين)، محتلاً المركز 22، لكنه اكتسب دفعة معنوية هائلة بفرضه التعادل على أحد عمالقة أوروبا.
في الختام، كانت نتيجة مباراة برشلونة وكلوب بروج درساً قاسياً لهانزي فليك ولاعبيه بأن التهاون في دوري أبطال أوروبا ممنوع، بينما كانت احتفالاً كبيراً لجماهير كلوب بروج التي رأت فريقها يصارع الند للند أمام برشلونة.
التعليقات
