وقفة الساطي الأخيرة: نظرة استعادية على صفقة انتقال عبد الرزاق حمد الله للهلال الصادمة وإعادة تشكيل كرة القدم السعودية
في لحظة أشبه بالخيال، دوّى الخبر الذي زلزل الكرة السعودية: عبد الرزاق حمد الله، مهاجم النصر السابق، نجم الاتحاد، وأيقونة الخصومة ضد الهلال، أصبح رسميًا لاعبًا في صفوف “الزعيم”!
صفقة انتقال حمد الله للهلال لم تكن مجرد حدث رياضي؛ بل كانت زلزالاً ضرب العواطف والمبادئ الكروية. فكيف ولماذا حدث هذا؟ وما الذي يعنيه لمستقبل الكرة في المملكة؟
صفقة انتقال عبد الرزاق حمد الله للهلال
الخبر لم يُصدَّق في البداية. فعشاق الكرة اعتادوا رؤية حمد الله في مواقف متشنجة ضد الهلاليين. بل إن الرجل نفسه لطالما صرّح بعدائيته الكروية تجاه الفريق الأزرق. لذا، حين انتشر نبأ الإعارة القصيرة لحمد الله إلى الهلال، خرجت الجماهير من كل الأطياف، ما بين من يعتبره “خيانة”، ومن وصفه بـ”صفقة استراتيجية ذكية”.
كان التوقيت حرجًا. الهلال يعاني من غيابات حادة قبيل كأس العالم للأندية، وحمد الله في أمريكا ومستعد بدنيًا. كل العوامل تلاقت لتشكّل الصفقة الأكثر براغماتية وجدلية في تاريخ الكرة السعودية.
الهلال يعلن التعاقد مع عبد الرزاق حمد الله على سبيل الإعارة من نادي الشباب حتى نهاية الموسم!
صفقة هجومية قوية تعزز صفوف الزعيم #الهلال #حمدالله #الشباب #الدوري_السعودي #الانتقالات pic.twitter.com/idIwvhadfz— Newspoots (@newspootsfoot) July 2, 2025
صعود الأسطورة: من النصر إلى القمة
حمد الله صنع مجده الحقيقي في النصر. منذ وصوله في 2018، أثبت أنه ماكينة تهديف حقيقية، حطم الأرقام القياسية، وتُوّج بلقب الدوري موسم 2019. كانت أهدافه أشبه بـ”شيفرة ذهبية” قادت العالمي إلى أمجاده، خصوصًا عندما دك شباك الهلال بثلاثية نظيفة في السوبر.
لكنه، ورغم ألقابه، دخل في صدامات داخلية مع الإدارة. وفي لحظة مثيرة للجدل، قرر النصر فسخ عقده، ليفتح بابًا لنزاع قانوني طويل استمر حتى 2024.
الاتحاد: فصل المجد الجديد
ما إن انضم إلى الاتحاد، حتى استعاد بريقه سريعًا. سجل “هاتريك” في ديربي جدة، وأعاد “العميد” إلى منصات التتويج. لكن الأمور لم تكن وردية بالكامل. فبعد وصول كريم بنزيما، بدأت التوترات تزداد. نزاع على القميص رقم 9، خلاف حول الأضواء، وانتهى الأمر بمغادرة حمد الله للاتحاد في 2024.
الشباب: طموح فردي بروح تجارية
صفقة انتقاله إلى الشباب كانت مثيرة ماليًا. تم الاتفاق على أن يدفع الاتحاد نصف راتبه في السنة الأولى لتسهيل خروجه، في وقت كان يسعى فيه حمد الله لتحطيم الرقم القياسي كأفضل هدّاف في تاريخ الدوري. أهدافه بقيت تتدفق، وحلمه الفردي كان الدافع الأساسي.
صفقة الهلال: الحاجة، القانون، والصدفة
صيف 2025. الهلال يواجه أزمة هجومية. ميتروفيتش وسالم الدوسري خارج الخدمة. الفيفا يسمح بفترة تسجيل استثنائية للفرق المشاركة في كأس العالم للأندية.
وحمد الله؟ في أمريكا، يحافظ على لياقته، جاهز بدنيًا، ويمتلك خبرة لا تقدر بثمن. النادي الشبابي وافق على إعارة قصيرة مقابل مبلغ مغرٍ، ليبدأ فصل جديد ومثير من فصول هذه الرواية.
ردود الفعل: نيران مشتعلة في كل الاتجاهات
- جماهير الهلال: انقسمت. فئة باركت الصفقة كخطوة ضرورية للفوز، وأخرى رأت فيها مساسًا بهيبة الشعار.
- جماهير النصر: صدمة كبرى. حمد الله كان معشوقهم السابق. رأوه خان الولاء.
- جماهير الاتحاد: البعض شعر بالارتياح لخروجه، والبعض الآخر رأى أن الاتحاد خسر أحد أعمدته.
- الإعلام: انبهار. صدمة. الكثير من التحليلات والتساؤلات: هل دخلنا حقبة جديدة من “المصالح” تتفوق على “الانتماء”؟
خلف الكواليس: صندوق الاستثمارات يعيد كتابة القواعد
منذ استحواذه على 75% من الأندية الكبرى، أصبح صندوق الاستثمارات العامة المحرك الحقيقي للقرارات الكبرى. هدفه ليس فقط الربح، بل تحويل الدوري السعودي إلى وجهة عالمية.
ضمن هذا الإطار، لم تعد “الخصومات” التقليدية عائقًا أمام اتخاذ قرارات استراتيجية. صفقة حمد الله للهلال مثال ساطع على ذلك. خدمة المصلحة الوطنية الآن قد تبرر اختراق كل الخطوط الحمراء السابقة.
الآثار الفورية: ماذا قدم حمد الله للهلال؟
في أول ظهور له، قدم تمريرة حاسمة وسجل هدفًا قاتلًا. الحضور البدني، قراءة اللعب، والانسجام الفوري جعلوه مكسبًا حقيقيًا. لم يكن صفقة “لملء الفراغ”، بل لاعب قادر على صناعة الفرق من أول دقيقة.
إرث حمد الله: ماكينة أهداف، بطل مثير للجدل
حمد الله أصبح أول لاعب يفوز بالدوري مع ثلاث فرق سعودية كبرى. لكن إرثه لا يتوقف عند الألقاب، بل يمتد إلى معاركه القضائية، شخصيته النارية، وتصريحاته المثيرة.
إنه الشخصية المثالية لعصر جديد، حيث الانتماء يُعاد تعريفه، والنجاح يُقاس بالأرقام لا بالشعارات.
أسئلة شائعة
هل كانت صفقة انتقال حمد الله للهلال دائمة؟
لا، كانت إعارة قصيرة المدى لتعويض الغيابات قبل كأس العالم للأندية.
هل شارك حمد الله مع الهلال في مباريات مهمة؟
نعم، لعب دورًا محوريًا وسجل أهدافًا حاسمة.
كيف كان موقف جماهير الهلال من الصفقة؟
منقسم؛ بين من أيدها للضرورة ومن رفضها لأسباب “انتمائية”.
ما الدور الذي لعبه صندوق الاستثمارات العامة؟
أعاد تشكيل أولويات الأندية، مفضّلًا الاستراتيجية الوطنية على الولاء التقليدي.
هل تحطمت “الخطوط الحمراء” بين الأندية الكبرى؟
إلى حدٍ كبير، نعم. الصفقة فتحت الباب أمام صفقات “لا يمكن تصورها”.
ما مستقبل حمد الله بعد الهلال؟
لا يزال غير مؤكد، لكن المؤشرات تدل على أنه سيواصل السعي وراء الرقم القياسي للهدافين.