مباراة موناكو ومانشستر سيتي: دراما الدقائق الأخيرة تفرض التعادل في ليلة أوروبية مثيرة

On: الأربعاء, أكتوبر 1, 2025 11:59 مساءً
مباراة موناكو ومانشستر سيتي: دراما الدقائق الأخيرة تفرض التعادل في ليلة أوروبية مثيرة
---Advertisement---

عندما أطلق الحكم الإسباني خيسوس خيل مانزانو صافرة النهاية في ملعب “لويس الثاني” مساء الأربعاء، الأول من أكتوبر 2025، تجسدت لوحتان متناقضتان على أرض الميدان. على جانب، وقفت كتيبة مانشستر سيتي الإنجليزي، وعلى رأسها الهداف النرويجي إيرلينج هالاند، برؤوس مطأطئة وملامح خيبة أمل واضحة. وعلى الجانب الآخر، احتفل لاعبو موناكو الفرنسي بنقطة ثمينة، لم تكن مجرد نتيجة إيجابية، بل كانت بمثابة انتصار للمعاناة والصمود. لم تكن هذه النقطة متقاسمة، بل كانت نقطة انتزعها أصحاب الأرض انتزاعًا من بين أنياب ضيفهم المرعب.

دخل الفريقان المواجهة في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026 بسياقين مختلفين تمامًا. مانشستر سيتي، حامل لقب 2023 والفريق الذي دخل المباراة كمرشح ساحق للفوز، كان يسعى لتأكيد انطلاقته القوية. في المقابل، كان موناكو يبحث عن تضميد جراحه وحصد أولى نقاطه في المجموعة بعد هزيمة قاسية في الجولة الأولى.

انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2، وهي نتيجة تخفي وراءها قصة معقدة من السيطرة شبه المطلقة، والبراعة الفردية الخارقة، والأخطاء القاتلة، والعزيمة التي لا تلين. كانت هذه النتيجة حصيلة لثلاثة عوامل مترابطة: تألق هالاند، فشل مانشستر سيتي في ترجمة هيمنته، وشخصية موناكو القتالية التي كوفئت بلحظة درامية حاسمة.

شوط أول من الضربات الخاطفة والردود الصاعقة

حتمية هالاند

بدأت المباراة كما كان متوقعًا، بسيطرة تدريجية من مانشستر سيتي. لم يدم البحث عن ثغرة طويلاً، ففي الدقيقة 15، تجلت حتمية إيرلينج هالاند. بتمريرة متقنة من يوشكو جفارديول، كسر هالاند مصيدة التسلل وسجل بلمسة رائعة هدفه رقم 51 في مباراته رقم 50 في دوري الأبطال، مؤكدًا أن السيناريو المتوقع بدأ يتحقق.

رد موناكو الصاعق

إذا كان هدف هالاند قد أوحى بأن المباراة تسير في اتجاه واحد، فإن رد فعل موناكو أثبت العكس. فبعد ثلاث دقائق فقط، وفي الدقيقة 18، أطلق جوردان تيزيه تسديدة صاروخية من على حافة منطقة الجزاء استقرت في الزاوية العليا، معلنًا عن تعادل سريع وبيان واضح بأن موناكو لن يكون ضحية مستسلمة.

الشدائد والتكيف

لم تخلُ الدقائق التالية من اختبارات أخرى لموناكو، حيث تعرض الفريق لضربة موجعة بخروج الظهير فاندرسون مصابًا في الدقيقة 22. استغل مانشستر سيتي هذه الفترة ليعيد فرض سيطرته، وصنع سلسلة من الفرص الخطيرة التي تصدى لها الحارس فيليب كوهن ببراعة، بينما ارتطمت تسديدة فيل فودين بالعارضة.

هالاند يضرب مجددًا

مع اقتراب الشوط الأول من نهايته، بدا أن الفريقين في طريقهما إلى غرف الملابس بالتعادل. لكن مرة أخرى، كان لهالاند رأي آخر. في الدقيقة 44، ارتقى المهاجم النرويجي لعرضية متقنة من نيكو أوريلي وحولها برأسية قوية إلى الشباك، ليعيد التقدم للسيتي ويوجه ضربة قاصمة لمعنويات موناكو قبل الاستراحة.

تفاصيل مباراة موناكو ومانشستر سيتي: الحصار العقيم وفشل الحسم

قصة الاستحواذ

مع انطلاق الشوط الثاني، فرض مانشستر سيتي حصارًا تكتيكيًا كاملاً على موناكو، حيث وصلت نسبة استحواذه إلى 71% وقام بتمرير الكرة 732 مرة بدقة 94%. تحولت المباراة إلى مشهد من طرف واحد، حيث تراجع فريق الإمارة للدفاع بتكتل منخفض ومنظم.

جدار دفاع موناكو وبراعة حارسه

على الرغم من هذا الضغط الهائل، صمد دفاع موناكو بشكل بطولي، وتألق حارسه فيليب كوهن في التصدي لعدة محاولات. ومع ذلك، لم يكن صمود موناكو سلبيًا بالكامل، حيث كاد أن يفاجئ السيتي بهجمة مرتدة في الدقيقة 59 لولا تدخل الحارس دوناروما.

تسلل التراخي

يكمن جوهر فشل مانشستر سيتي في أنه بدلاً من تسجيل الهدف الثالث وقتل المباراة، بدا أن الفريق “رفع قدمه عن دواسة الوقود”، وهو ما سمح لموناكو بالبقاء في اللقاء. وعبر هالاند عن غضبه بعد المباراة قائلاً: “لا أعتقد أننا لعبنا بشكل جيد بما فيه الكفاية… هذا ليس جيدًا بما فيه الكفاية”.

إن سيطرة السيتي كانت إلى حد كبير سيطرة عقيمة؛ لقد تناقلوا الكرة في مناطق غير خطرة وعجزوا عن اختراق دفاع موناكو. لم تكن هيمنتهم إلا وهمًا إحصائيًا، وكان تعادل موناكو نتاجًا لخطة دفاعية ناجحة كشفت هشاشة كرة القدم القائمة على الاستحواذ عندما تفتقر للحلول الحاسمة.

ذروة الدقيقة 90: فوضى، جدل، وهدوء قاتل

التحدي المشؤوم

مع اقتراب المباراة من نهايتها، بدا أن السيتي في طريقه للفوز. لكن في الدقيقة 88، وفي لحظة “طائشة”، تغير كل شيء. حاول البديل نيكو غونزاليس إبعاد الكرة، لكنه رفع قدمه بشكل خطير لتصطدم بوجه مدافع موناكو إريك داير.

تدخل الـVAR والفوضى على خط التماس

في البداية، أشار الحكم باستمرار اللعب، لكن سرعان ما تدخل حكام تقنية الفيديو. تحولت هذه اللحظات إلى دراما حقيقية، حيث اندلعت فوضى واشتباكات بين الجهازين الفنيين، أدت إلى طرد اثنين من أعضاء الجهاز الفني للسيتي.

البطل غير المتوقع يتقدم

بعد مراجعة طويلة، عاد الحكم وأشار إلى نقطة الجزاء. تقدم إريك داير، اللاعب الذي تسبب في احتساب الركلة، لتنفيذها بنفسه. وبأعصاب من حديد، سدد الكرة بهدوء في الشباك، معلنًا عن هدف التعادل لموناكو في الدقيقة 90.

احتسب الحكم سبع دقائق كوقت بدل ضائع، حاول فيها السيتي تسجيل هدف الفوز، لكنه اصطدم بدفاع موناكو الصامد الذي حافظ على النتيجة حتى صافرة النهاية.

تشريح نتيجة غير متوقعة

تكشف الإحصائيات النهائية للمباراة عن قصة سيطرة مانشستر سيتي العددية وقصة انتصار موناكو في اللحظات الحاسمة. لقد “أظهر موناكو شخصية قوية” واستحق التعادل.

المؤشر الإحصائيموناكومانشستر سيتيالتحليل
الاستحواذ29%71%يوضح الهيمنة الميدانية لمانشستر سيتي.
إجمالي التسديدات410يعكس الفارق في حجم المحاولات الهجومية.
التسديدات على المرمى47يظهر كفاءة موناكو العالية.
التمريرات289732يؤكد الفجوة في الاستحواذ والنهج المنهجي للسيتي.
دقة التمرير82%94%يبرز التفوق التقني للسيتي في الحفاظ على الكرة.
الركلات الركنية30مفارقة مدهشة؛ فشل السيتي في الحصول على أي ركنية.
الأهداف المتوقعة (xG)0.061.105الإحصائية الأكثر كشفًا؛ استحواذ السيتي لم يترجم لفرص حقيقية.

أصوات من الملعب وغرف الملابس

كانت ردود الفعل بعد المباراة انعكاسًا صادقًا لدراما اللقاء. تصدرت تصريحات إيرلينج هالاند الغاضبة المشهد، حيث قدم تقييمًا قاسيًا لأداء فريقه، قائلاً بحدة: “لم نكن نستحق الفوز”. في المقابل، عكس معسكر موناكو شعورًا بالإنجاز، حيث شدد التقرير الرسمي للنادي على “إظهار الشخصية” وتحقيق “تعادل مستحق”.

التداعيات والخلاصة النهائية

رفعت هذه النتيجة رصيد مانشستر سيتي إلى 4 نقاط، ليظل في وضع قوي، لكنه أهدر نقطتين ثمينتين. أما موناكو، فقد حصد نقطته الأولى والحيوية، والتي تمثل دفعة معنوية هائلة قد تكون حاسمة في نهاية المطاف.

في الختام، لم يهدر مانشستر سيتي نقطتين فحسب، بل فرض موناكو التعادل. كانت المباراة شهادة على التنظيم الدفاعي، والفعالية الهجومية، والقوة الذهنية. لقد كانت ليلة أوروبية كلاسيكية أثبتت أنه في عالم كرة القدم، السيطرة لا تعني دائمًا النصر.


التعليقات

تابعنا على جوجل نيوز
حمل تطبيق newspoots

Join WhatsApp

Join Now

---Advertisement---

Latest Stories