شهدت مباراة يوفنتوس وأودينيزي التي أقيمت مساء الأربعاء على أرضية ملعب “أليانز ستاديوم” عودة طال انتظارها لفريق السيدة العجوز إلى نغمة الانتصارات، وذلك بعد 3 جولات عجاف في الدوري الإيطالي لم يذق فيها الفريق طعم الفوز (تعادل وهزيمتين). بنتيجة 3-1، تنفس جمهور “البيانكونيري” الصعداء، في مباراة لم تكن سهلة على الإطلاق، بل كانت مليئة بالدراما والتحولات.
لم تكن مجرد 3 نقاط، بل كانت بمثابة إعلان “عودة” لفريق بدا وكأنه فقد البوصلة في الأسابيع الأخيرة. فوز جاء عن طريق ركلتي جزاء من دوشان فلاهوفيتش ومويس كين، وهدف “مدافع” حاسم من فيديريكو جاتي، ليُبطل مفعول هدف نيكولو زانيولو لأودينيزي الذي كاد أن يفسد الأمسية.
FT |⌛️| Fischio finale: 3 gol e 3 punti ⚪️⚫️@EASPORTSFC @easportsfcit#JuveUdinese pic.twitter.com/NyjYxB8zWN
— JuventusFC (@juventusfc) October 29, 2025
يوفنتوس وأودينيزي: بداية نارية ونهاية درامية
دخل يوفنتوس اللقاء وهو يحمل ضغطاً هائلاً. المركز السابع في الجدول، وسلسلة من النتائج المخيبة (W-W-L-L-D في آخر 5 مباريات قبل هذا اللقاء)، جعلت الفوز ضرورة حتمية وليس مجرد خيار.
انطلاقة مبكرة من علامة الجزاء
لم ينتظر يوفنتوس طويلاً ليفرض سيطرته. منذ الدقيقة الأولى، بدا واضحاً أن النية مبيتة لحسم اللقاء مبكراً. هذا الضغط أسفر عن خطأ داخل منطقة الجزاء، ليتقدم دوشان فلاهوفيتش في الدقيقة الخامسة (5′) ويسكنها الشباك ببرود أعصاب، معطياً فريقه الأسبقية التي كان يبحث عنها. هذا الهدف المبكر حرر اللاعبين نفسياً، ولكن يبدو أنه استفز فريق أودينيزي (صاحب المركز العاشر) الذي لم يأتِ لتورينو كضيف شرف. بدأ فريق “الزبيدي” (لقب أودينيزي) في تنظيم صفوفه ومحاولة مبادلة يوفنتوس الهجمات، باحثاً عن ثغرة في دفاعات السيدة العجوز.
صدمة زانيولو قبل الاستراحة
ظن الجميع أن الشوط الأول في طريقه للانتهاء بتقدم يوفنتوس، لكن كرة القدم كان لها رأي آخر. في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع (45’+1)، نجح نيكولو زانيولو في مباغتة الجميع وتسجيل هدف التعادل لأودينيزي.
نزل الهدف كقطعة ثلج على مدرجات “أليانز”. لم يكن مجرد هدف تعادل، بل كان ضربة نفسية قوية لفريق يوفنتوس الذي كان يمني النفس بإنهاء الشوط متقدماً. العودة إلى غرفة الملابس بنتيجة 1-1 بعد التقدم مبكراً كان السيناريو الأسوأ.
الشوط الثاني: كلمة السر في “جاتي”
عاد يوفنتوس في الشوط الثاني وهو يعلم أن لا مجال للتفريط في المزيد من النقاط. الضغط النفسي كان واضحاً، فكل دقيقة تمر والنتيجة 1-1 تزيد من قلق الجماهير وتمنح أودينيزي ثقة أكبر.
استمرت المحاولات من جانب فلاهوفيتش وزملائه، لكن دفاع أودينيزي المنظم استبسل في الحفاظ على النتيجة. هنا، وكما يحدث غالباً في المباريات المغلقة، يأتي الحل من الأماكن غير المتوقعة.
في الدقيقة 67، ومن كرة ثابتة على الأرجح أو ارتباك دفاعي، وجد المدافع فيديريكو جاتي نفسه في المكان المناسب ليضع الكرة في الشباك. انفجرت المدرجات فرحاً، ليس فقط للتقدم، بل لأن الهدف جاء من مدافع معروف بروحه القتالية، في وقت كان فيه المهاجمون يجدون صعوبة بالغة. هدف جاتي كان “قلب” يوفنتوس الذي رفض الاستسلام.
رصاصة الرحمة في الوقت القاتل
بعد هدف جاتي، حاول أودينيزي الاندفاع للأمام بحثاً عن التعادل مجدداً، مما فتح مساحات في خطوطه الخلفية. كاد اللقاء أن ينتهي بنتيجة 2-1، وهي نتيجة خطيرة ومقلقة دائماً، لكن الدراما لم تكتمل فصولها بعد.
في عمق الوقت المحتسب بدلاً من الضائع (90’+6)، وفي ظل هجمة مرتدة، تحصل يوفنتوس على ركلة جزاء ثانية. هذه المرة، تقدم البديل مويس كين ليضع رصاصة الرحمة، مسجلاً الهدف الثالث ومؤكداً انتصار يوفنتوس الصعب والثمين.
يوفنتوس يعود إلى سكة الانتصارات بالفوز على أودينيزي بنتيجة 3-1 في الكالتشيو✅
شاهد أهداف المباراة ⚽#الدوري_الإيطالي pic.twitter.com/Pt8CGHkkDe
— ADSportsTV (@ADSportsTV) October 29, 2025
تحليل تأثير الفوز على ترتيب الدوري (يوفنتوس وأودينيزي)
هذا الفوز يحمل أهمية كبرى تتجاوز النقاط الثلاث.
بالنسبة ليوفنتوس (المركز السابع):
- كسر النحس: الأهم هو إيقاف نزيف النقاط بعد 3 مباريات (هزيمتين وتعادل).
- الاقتراب من المربع الذهبي: رفع يوفنتوس رصيده إلى 15 نقطة. بالنظر إلى الجدول، أصبح اليوفي على بعد نقطة واحدة فقط من كومو (16 نقطة) وإنتر (16 نقطة)، و3 نقاط فقط عن ميلان (18 نقطة). هذا الفوز أعادهم مباشرة إلى قلب المنافسة على المراكز الأوروبية.
- دفعة معنوية: الفوز بهذه الطريقة (التعادل المتأخر، ثم العودة للتقدم، وحسمها في النهاية) يبني شخصية الفريق ويرفع الروح المعنوية قبل المواجهات القادمة.
بالنسبة لأودينيزي (المركز العاشر):
- تأكيد التذبذب: يستمر أودينيزي في نتائجه المتذبذبة (L-D-D-W-L في آخر 5 مباريات).
- البقاء في المنتصف: بقاء الفريق في المركز العاشر برصيد 12 نقطة يجعله في منطقة الأمان، ولكنه يفوت فرصة الاقتراب من المراكز المتقدمة. لقد قدموا مباراة جيدة ضد يوفنتوس وأودينيزي لكنهم فشلوا في الخروج بنقطة على الأقل.
3 نقاط بـ “روح اليوفي”
لم يكن الأداء مثالياً، فالفوز جاء عبر ركلتي جزاء وهدف مدافع، لكن في هذه المرحلة من الموسم، وبعد سلسلة نتائج سلبية، “الفوز” هو الكلمة الوحيدة المهمة. عاد يوفنتوس من بوابة أودينيزي، وهو انتصار يعتمد على الروح القتالية والعزيمة أكثر من اعتماده على الجماليات الكروية.
إنه فوز يعيد الثقة للجماهير واللاعبين، ويؤكد أن السيدة العجوز، حتى عندما لا تكون في أفضل حالاتها، تظل قادرة على حسم المباريات الصعبة. المعركة على “الكالتشيو” لا تزال طويلة، وهذا الفوز كان خطوة ضرورية للاستمرار في السباق.















