في ليلة باردة على أرض “أنفيلد”، حيث تُعلق الآمال وتُصنع الأساطير، حدث ما لم يكن في الحسبان. سقوط ليفربول أمام كريستال بالاس لم يكن مجرد خسارة عابرة في دور مبكر من كأس الرابطة الإنجليزية، بل كان انهياراً مُدوياً بنتيجة 0-3، كتب شهادة خروج الريدز من البطولة بطريقة قاسية ومؤلمة لجماهيره.
لم يتوقع أشد المتشائمين من عشاق ليفربول أن يروا فريقهم، على ملعبه التاريخي، يتلقى ثلاثة أهداف نظيفة ويفشل حتى في خلق “فرصة كبيرة واحدة” طوال 90 دقيقة، رغم الاستحواذ الذي قارب 60%. هذه ليست مجرد أرقام على لوحة النتائج؛ إنها قصة مباراة كشفت عن عيوب واضحة واستغلال ذكي من “نسور” لندن. دعونا نغوص في تفاصيل هذا السقوط ونحلل الأسباب الحقيقية وراءه.
نتائج بعض مباريات كأس الرابطة الإنجليزية #مباريات_اليوم #كأس_الرابطة_الإنجليزية #الدوري_الإنجليزي #الدوري_الإيطالي #الدوري_الإسباني #كرة_القدم #البريميرليغ #الكالتشيو #الليغا pic.twitter.com/XqG2WDuXDD
— Newspoots (@newspootsfoot) October 29, 2025
تفاصيل الانهيار: كيف سارت الدقائق الـ 90؟
بدأت المباراة بسيطرة معتادة من ليفربول، استحواذ على الكرة ومحاولات لبناء اللعب من الخلف. لكن هذه السيطرة كانت “سلبية” بكل ما تحمله الكلمة من معنى. في المقابل، لعب كريستال بالاس بخطة واضحة: انضباط دفاعي صارم، وتقارب في الخطوط، والاعتماد على سرعة ومهارة لاعبيه في الهجمات المرتدة.
جاءت الصدمة الأولى قبل نهاية الشوط الأول بأربع دقائق. في الدقيقة 41، ومن هجمة مرتدة نموذجية، تمكن إسماعيلا سار من فك شفرة الدفاعات وتسجيل الهدف الأول. لم يكد ليفربول يستفيق من صدمة الهدف، حتى عاد “سار” نفسه في الدقيقة 45 ليضيف الهدف الثاني، مطلقاً رصاصة الرحمة على آمال الريدز في العودة قبل الاستراحة.
الشوط الثاني شهد محاولات باهتة من ليفربول لتعديل المسار، لكن الفريق بدا بلا أنياب. الإحصائيات تروي القصة: 8 تسديدات فقط لليفربول، منها واحدة يتيمة على المرمى، أنقذها حارس بالاس. في المقابل، سدد بالاس 15 كرة، منها 6 تصدى لها حارس ليفربول ببراعة، مما يعني أن النتيجة كان يمكن أن تكون أثقل.
الطين بلة جاء في الدقيقة 79، عندما تلقى اللاعب (أ. نالو) بطاقة حمراء مباشرة بعد خطأ فادح، ليكمل ليفربول الدقائق المتبقية بعشرة لاعبين. وقبل أن يلفظ اللقاء أنفاسه الأخيرة، أضاف “ياسر بينو” الهدف الثالث في الدقيقة 88، ليختتم مهرجان أهداف الضيوف ويعلن رسمياً نهاية رحلة ليفربول في الكأس.
تحليل أسباب سقوط ليفربول أمام كريستال بالاس
هذه النتيجة الكارثية لم تأتِ من فراغ. إنها نتاج لعدة عوامل تجمعت في ليلة واحدة لتنتج هذا الأداء الكارثي. يمكننا تلخيص الأسباب الرئيسية في ثلاث نقاط صادمة:
1. العقم الهجومي المذهل: استحواذ بلا فعالية
عندما تنظر إلى نسبة الاستحواذ (59% لليفربول مقابل 41% لبالاس)، قد تظن أن ليفربول كان يسيطر. لكنها كانت سيطرة عقيمة. الأرقام لا تكذب:
- فرص كبيرة (Big Chances): ليفربول (0) – كريستال بالاس (3).
- مجموع التسديدات: ليفربول (8) – كريستال بالاس (15).
- التمريرات: 567 تمريرة لليفربول مقابل 396 لبالاس.
هذا التناقض الصارخ يعني أن ليفربول كان “يدوّر” الكرة بلا هدف، عاجزاً عن اختراق دفاع منظم، وفاقداً للحلول الإبداعية في الثلث الأخير. الفشل في خلق “فرصة كبيرة واحدة” على “أنفيلد” هو جرس إنذار لا يمكن تجاهله.
2. الانهيار الدفاعي والأخطاء الفردية
بينما كان الهجوم عقيماً، كان الدفاع “هشاً”. استقبال 3 أهداف على أرضك، والسماح للخصم بـ 15 تسديدة، و 3 فرص محققة، يكشف عن فوضى تكتيكية وأخطاء فردية.
- البطاقة الحمراء: جاءت البطاقة الحمراء لـ “نالو” في الدقيقة 79 كدليل على التوتر وفقدان التركيز، وقتلت أي أمل (وإن كان ضعيفاً) في العودة.
- تصديات الحارس: اضطر حارس ليفربول للقيام بـ 6 تصديات، مقابل تصدي واحد فقط لحارس كريستال بالاس. هذا يوضح حجم الخطر الذي وصل لمرمى الريدز.
- الأخطاء (Fouls): ارتكب ليفربول 12 خطأ مقابل 15 لبالاس، لكن أخطاء ليفربول كانت مكلفة أكثر، بما في ذلك بطاقتين صفراوين وبطاقة حمراء.
3. تألق “إسماعيلا سار” والذكاء التكتيكي لبالاس
لا يمكننا إغفال الأداء المذهل الذي قدمه كريستال بالاس، وتحديداً نجم اللقاء بلا منازع، إسماعيلا سار.
بحصوله على تقييم 9.4/10، كان “سار” هو رجل المباراة الأول. هدفاه في 4 دقائق فقط قبل نهاية الشوط الأول لم يأتيا بالصدفة، بل كانا نتاج تحركات ذكية، سرعة فائقة، وقدرة هائلة على إنهاء الهجمات. لقد كان كابوساً حقيقياً لدفاع ليفربول.
لم يكن “سار” وحده المتألق، بل منظومة بالاس بأكملها. الفريق لعب ككتلة واحدة، عرف كيف يمتص ضغط ليفربول (السلبي)، وانقض بضراوة في كل هجمة مرتدة، مستغلاً المساحات التي خلفها تقدم أظهرة ليفربول.
ما بعد ليلة “أنفيلد” الكارثية
يُعد هذا الخروج المبكر من كأس الرابطة ضربة معنوية لليفربول، خاصة وأنها إحدى البطولات التي كان يُنظر إليها كفرصة حقيقية للتتويج بلقب هذا الموسم. سقوط ليفربول أمام كريستال بالاس بهذه الطريقة المذلة يضع الجهاز الفني أمام مسؤوليات كبيرة.
الآن، يجب على الفريق طي هذه الصفحة السوداء بسرعة، والتعلم من الأخطاء الفادحة التي حدثت. الفشل في تحويل الاستحواذ إلى خطورة حقيقية، والهشاشة الدفاعية عند فقدان الكرة، هي عناوين رئيسية يجب معالجتها قبل فوات الأوان. الخسارة ليست نهاية العالم، لكن تكرار مثل هذا الأداء هو ما يجب أن يقلق الجماهير. كانت ليلة للنسيان في “أنفيلد”، ولكنها قد تكون درساً قاسياً يحتاجه الفريق للاستفاقة.
نتائج نارية في ليلة الأربعاء.. ملخص مباريات كأس الرابطة
لم تكن صدمة “أنفيلد” هي الحدث الوحيد في ليلة الأربعاء المثيرة من كأس الرابطة الإنجليزية، حيث شهدت الملاعب الأخرى مواجهات قوية ونتائج لافتة. إليك ملخص النتائج الكاملة:
مانشستر سيتي (3) – (1) سوانزي:
واصل السيتي طريقه بثبات وتغلب على سوانزي.
كريستال بالاس (3) – (0) ليفربول:
الحدث الأبرز بسقوط الريدز المدوي على أرضه.
أرسنال (2) – (0) برايتون:
المدفعجية يحسمون المواجهة بانتصار نظيف.
تشيلسي (4) – (3) وولفرهامبتون:
“مباراة مجنونة”  تُعتبر الأكثر إثارة بـ 7 أهداف، حسمها البلوز في النهاية.
نيوكاسل (2) – (0) توتنهام:
الـ”ماكبايس” يوجهون ضربة قوية للسبيرز ويحققون التأهل.















