لن ينسى عشاق كرة القدم هاتريك أوسيمين، وخاصة جمهور الفريق التركي، في ليلة الخامس من نوفمبر 2025. في أمسية أوروبية باردة على أرض ملعب “يوهان كرويف أرينا” العريق، كتب العملاق التركي فصلاً جديداً من فصول مجده القاري، مُكْرِماً مضيفه الهولندي العنيد، أياكس أمستردام، بهزيمة ثقيلة قوامها ثلاثة أهداف دون رد، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا لموسم 2025/2026.
كانت ليلة بطل واحد، رجل خطف الأضواء من الجميع، النيجيري المتفجر فيكتور أوسيمين، الذي سجل “هاتريك” تاريخي (ثلاثة أهداف) ليقود فريقه إلى فوز مستحق وضعهم في موقع ممتاز في جدول الترتيب.
رسميا: نتائج مباريات الأربعاء #دوري_أبطال_أوروبا #UCL pic.twitter.com/cS7RHdiaOm
— Newspoots (@newspootsfoot) November 5, 2025
نجم المباراة الأوحد: هاتريك أوسيمين يضيء سماء “يوهان كرويف”
لم تكن المباراة سهلة في بدايتها. أظهر كلا الفريقين، بتشكيلتهما المتطابقة تكتيكياً (4-2-3-1)، رغبة في السيطرة على وسط الملعب. أياكس، بقيادة المدرب جوني هيتينغا، حاول الضغط مبكراً مستغلاً عامل الأرض والجمهور، لكن دفاعات غلطة سراي، بقيادة دافينسون سانشيز، وقفت بالمرصاد.
استمر التعادل السلبي مسيطراً على الشوط الأول، مع أفضلية نسبية لغلطة سراي في “مؤشر الهجوم” (Attack Momentum) كما أظهرت الإحصائيات، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة.
جاءت نقطة التحول مع مرور الوقت. فك النيجيري فيكتور أوسيمين شفرة الدفاع الهولندي في الدقيقة 59، معلناً عن الهدف الأول. هذا الهدف فتح شهية “الأسود” التركية وأربك حسابات أياكس.
لم يكتفِ أوسيمين بذلك؛ ففي الدقيقة 78، عاد المهاجم الفذ ليضيف الهدف الثاني، مطلقاً رصاصة الرحمة على آمال أياكس في العودة. ومع حصوله على تقييم 9.7 كأفضل لاعب في المباراة، كان واضحاً أنه يعيش ليلته الخاصة.
وقبل نهاية اللقاء بدقيقتين فقط (الدقيقة 88)، ومن ركلة جزاء، أكمل أوسيمين الثلاثية “الهاتريك”، ليُسكت تماماً مدرجات الملعب الهولندي ويُهدي جماهير غلطة سراي ليلة لا تُنسى.
تحليل تكتيكي: كيف تفوق أوكان بوراك على هيتينغا؟
قدم المدرب أوكان بوراك، المدير الفني لغلطة سراي، درساً تكتيكياً. على الرغم من أن التشكيلة الأساسية أظهرت نداً للند، إلا أن الفعالية كانت سيدة الموقف.
- الصلابة الدفاعية: نجح ثنائي قلب الدفاع، إلى جانب الظهيرين القويين (مثل ساشا بوي أو بديله، وإسماعيل ياكوبس)، في تحييد خطورة مهاجم أياكس، فاوت فيخهورست، الذي بدا معزولاً.
- السيطرة على الوسط: كان لوكاس توريرا (الذي تم استبداله في الدقيقة 89) محور ارتكاز حقيقي، يقطع الكرات ويبني الهجمات، مما أعطى أريحية لخط المقدمة.
- الفعالية القاتلة: الفارق الحقيقي كان فيكتور أوسيمين. بينما أهدر أياكس فرصاً، حوّل أوسيمين أنصاف الفرص إلى أهداف، مستغلاً كل ثغرة في دفاع أياكس.
كما أدار بوراك الدقائق الأخيرة بذكاء، حيث أجرى تبديلات تكتيكية للحفاظ على النتيجة، بإشراك كان أيهان وليو جاكوب إلمالي ولويس توريرا كوتو في الدقائق الأخيرة لضخ دماء جديدة وتأمين الانتصار التاريخي.
ماذا يعني هذا الفوز لجدول ترتيب “غلطة سراي وأياكس”؟
هذه الثلاثية لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت رسالة قوية لبقية فرق البطولة. بالنظر إلى جدول الترتيب في هذه النسخة الجديدة من دوري الأبطال (نظام الدوري)، فإن هذا الفوز رفع رصيد غلطة سراي إلى 9 نقاط من 4 مباريات (3 انتصارات وهزيمة واحدة).
هذه النتيجة تضع الفريق التركي في المركز التاسع مؤقتاً (كما أظهرت لقطة الشاشة)، في قلب المنافسة على المراكز المتقدمة، وبفارق أهداف ممتاز (+2). أما أياكس، فبهذه الهزيمة، تتعقد حساباته بشكل كبير في محاولته للمنافسة في البطولة الأوروبية الأعرق.
رسالة قوية من العملاق التركي
في النهاية، قدم غلطة سراي أداءً يجمع بين الصلابة التكتيكية والبراعة الفردية المتمثلة في نجمه أوسيمين. إن البحث عن هاتريك أوسيمين سيتذكره عشاق الفريق لسنوات، ليس فقط للنتيجة، ولكن للأداء المهيمن على أرض واحد من أصعب الملاعب في أوروبا. إنها ثلاثية بوزن الذهب، وثلاث نقاط تضع “الأسود” في مسارهم الصحيح نحو الأدوار الإقصائية.













