تأهل البرتغال لكأس العالم 2026 لم يعد حلماً، بل أصبح حقيقة راسخة بعد ليلة كروية لن تُنسى على أرضية ملعب “الدراغاو”. في مباراة كانت بمثابة حفل وداع مهيب لتصفيات المجموعة السادسة، أثبت “برازيل أوروبا” قوتهم الضاربة وسحقوا ضيفهم الأرميني بنتيجة ثقيلة قوامها 9-1، ليعلنوا للعالم جاهزيتهم للمونديال القادم في أمريكا، كندا، والمكسيك.
في أمسية باردة بتاريخ 16 نوفمبر 2025، كانت الأنظار كلها تتجه نحو بورتو. الجماهير البرتغالية، التي ملأت المدرجات، جاءت بهدف واحد: الاحتفال. ورجال المدرب روبرتو مارتينيز لم يخيبوا آمالهم، بل قدموا لهم سهرة كروية فاقت كل التوقعات، كان نجمها الأبرز المايسترو برونو فيرنانديز، الذي توج بجائزة رجل المباراة.
البرتغال تصعق أرمينيا بنتيجة 9-1 لتحقيق التأهل لكأس العالم 2026 #تصفيات_كأس_العالم_2026 #WCQ2026 pic.twitter.com/akLqqfXxiD
— Newspoots (@newspootsfoot) November 16, 2025
صدمة مبكرة ورد صاعق: تأهل البرتغال لكأس العالم 2026 يبدأ بقلب الطاولة
لم تكن بداية اللقاء سهلة كما توحي النتيجة النهائية. ففي الدقيقة 18، وبينما كان المنتخب البرتغالي يفرض سيطرته الأولية، نجح المنتخب الأرميني في خطف هدف مباغت عن طريق نجمه إدوارد سبيرتسيان، ليصيب مدرجات “الدراغاو” بصمت مؤقت. هدف ذكّر الجميع بأن مباريات التصفيات لا تعرف المستحيل، وأن أرمينيا لم تأتِ للنزهة.
لكن هذا الصمت لم يدم طويلاً. كتيبة النجوم البرتغالية استوعبت الصدمة وبدأت في نسج خيوط العودة. الرد جاء في الدقيقة 30 بقدم الموهوب جواو نيفيز، الذي أعاد المباراة إلى نقطة البداية بهدف رائع.
ومنذ تلك اللحظة، تحولت المباراة إلى “وان مان شو” برتغالي. قبل نهاية الشوط الأول بلحظات، وتحديداً في الدقيقة (45’+3)، احتسب الحكم ركلة جزاء، انبرى لها الأخصائي برونو فيرنانديز، ليضعها بثقة في الشباك، معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم مستحق 2-1. كان هذا الهدف هو الشرارة التي أشعلت “مهرجان الأهداف”.
مهرجان أهداف في الشوط الثاني بقيادة برونو
مع بداية الشوط الثاني، بدا واضحاً أن التعليمات كانت “لا ترحموا”. في الدقيقة 51، ركلة جزاء ثانية للبرتغال، وبرونو فيرنانديز مجدداً في الموعد، 3-1.
الانهيار الأرميني كان كاملاً، واستغل رفاق كريستيانو رونالدو (الذي غاب عن هذا التجمع ربما) كل ثغرة في دفاعات الخصم. في الدقيقة 72، عاد برونو فيرنانديز ليوقع على “الهاتريك” الشخصي له والخامس لفريقه، بعد لعبة جماعية مميزة، مؤكداً علو كعبه وأحقيته بجائزة رجل المباراة.
لم يتوقف المد الهجومي. جواو نيفيز، نجم بنفيكا الشاب، أبى إلا أن يترك بصمته مجدداً، فسجل هدفه الشخصي الثاني والسادس للفريق في الدقيقة 81. ومع دخول المباراة في نفق “الوقت الضائع”، أضاف فرانشيسكو كونسيساو الهدف السابع في الدقيقة (90’+2).
النتيجة (9-1) التي ظهرت على شاشة الملعب لم تكن خطأ مطبعياً. فبين أهداف نيفيز وفيرنانديز وكونسيساو، تكفل مهاجمون آخرون (لم تبرزهم لقطة الأهداف المختصرة) بتسجيل هدفين آخرين، ليكملا التساعية التاريخية التي تناوب عليها أكثر من لاعب، في دلالة واضحة على القوة الهجومية الجماعية للفريق.
تحليل مشوار تأهل البرتغال لكأس العالم 2026
يُعد تأهل البرتغال لكأس العالم 2026 تتويجاً لمسيرة قوية في المجموعة السادسة. صحيح أن المنافسة كانت شرسة، خصوصاً من جانب منتخب أيرلندا الذي نافس حتى الرمق الأخير على بطاقة “البلاي أوف”، ومنتخب المجر الذي كان عنيداً، إلا أن البرتغال أثبتت أنها “في مستوى آخر”.
هذه المباراة الختامية (الجولة العاشرة) كانت تحمل ضغوطاً لضمان الصدارة المطلقة، ولكن الفريق البرتغالي حولها من مباراة ضغط إلى “حصة تدريبية” فاخرة. الفوز بهذه النتيجة الكاسحة لا يمنح البرتغال 3 نقاط فقط، بل يرسل رسالة تحذير قوية لجميع منافسيهم في المونديال القادم.
ماذا يعني هذا الفوز للبرتغال؟
تأكيد الجاهزية: الفوز بتسعة أهداف يظهر عمق التشكيلة والجودة الهجومية الفتاكة.
تألق النجوم: “هاتريك” برونو فيرنانديز يثبت أنه القائد الفعلي في وسط الملعب.
صعود المواهب: تألق أسماء شابة مثل جواو نيفيز (صاحب الهدفين) وكونسيساو يعني أن “مصنع المواهب” البرتغالي لا يتوقف عن الإنتاج.
تجنب الملحق: الأهم هو ضمان التذكرة المباشرة للمونديال وتجنب حسابات “الملحق” المعقدة التي عانت منها البرتغال في تصفيات سابقة.
“الدراغاو” يحتفل والعيون على المونديال
في ليلة من ليالي “بورتو” الساحرة، عزفت البرتغال سيمفونية كروية رائعة، ضحيتها كان المنتخب الأرميني الذي لم يستطع الصمود أمام الطوفان الأحمر والأخضر. بنتيجة 9-1، ختمت البرتغال مشوارها في التصفيات بأفضل طريقة ممكنة.
لقد تم إنجاز المهمة. تأهل البرتغال لكأس العالم 2026 أصبح أمراً واقعاً، والآن تبدأ الرحلة الحقيقية للتحضير للبطولة الأغلى، وعيون الملايين تحلم برؤية هذا الجيل الموهوب يذهب بعيداً على الأراضي الأمريكية.














