في ليلة لن تنساها جماهير الجنوب الفرنسي، انتهت مباراة مارسيليا ونيوكاسل بملحمة كروية حبست الأنفاس حتى الدقيقة الأخيرة، حيث نجح أولمبيك مارسيليا في قلب الطاولة على ضيفه الإنجليزي العنيد وتحويل تأخره بهدف إلى فوز ثمين بنتيجة 2-1، ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026.
لم تكن مباراة مارسيليا ونيوكاسل مجرد 90 دقيقة عادية، بل كانت اختباراً حقيقياً للشخصية والروح القتالية لكتيبة المدرب التي استضافت اللقاء على ملعب “أورانج فيلودروم” الصاخب. الضيوف باغتوا الجميع بهدف مبكر، لكن “القرش” الجابوني بيير إيميريك أوباميانغ كان له رأي آخر، فارضاً نفسه نجماً للمباراة بتقييم خرافي (8.6)، ليعيد الأمل للفرنسيين في التأهل للأدوار الإقصائية.
⏱️ عاجل ورسمي نتائج مباريات اليوم #دوري_أبطال_أوروبا #تشيلسي_برشلونة #UCL #مانشستر_سيتي #مارسيليا #يوفنتوس pic.twitter.com/1UUPoLLLRF
— Newspoots (@newspootsfoot) November 25, 2025
سيناريو الشوط الأول: صدمة “الماجبايس” المبكرة
بدأت مباراة مارسيليا ونيوكاسل بنسق سريع ومفاجئ، حيث لم يمهل الضيوف أصحاب الأرض وقتاً لجس النبض. وفي الدقيقة السادسة فقط، استغل الجناح الطائر هارفي بارنز (Harvey Barnes) هفوة دفاعية وتمركزاً خاطئاً، ليسكن الكرة في الشباك معلناً تقدم نيوكاسل يونايتد 1-0.
ساد الصمت مدرجات الفيلودروم للحظات، حيث بدا نيوكاسل أكثر تنظيماً وثقة، مستفيداً من موقعه المريح نسبياً في جدول الترتيب (المركز الثامن قبل المباراة). حاول مارسيليا العودة عبر تحركات ماسون جرينوود وبيير-إيميل هويبيرج، لكن التنظيم الدفاعي الإنجليزي بقيادة فابيان شار ودان بورن كان سداً منيعاً طوال الـ 45 دقيقة الأولى، لينتهي الشوط بتقدم مقلق للإنجليز.
انتفاضة الشوط الثاني في مباراة مارسيليا ونيوكاسل
ما حدث في غرف الملابس بين الشوطين سيبقى سراً، لكن مارسيليا دخل الشوط الثاني بوجه مغاير تماماً. ومع انطلاق صافرة البداية، وتحديداً في الدقيقة 46، أشعل أوباميانغ فتيل العودة بتسجيله هدف التعادل الخاطف، مستغلاً تمريرة حاسمة وضعت دفاع نيوكاسل في حيرة.
لم يكد نيوكاسل يستفيق من صدمة التعادل، حتى عاد أوباميانغ ليضرب مجدداً في الدقيقة 50. خمس دقائق فقط كانت كافية ليقلب مارسيليا الطاولة رأساً على عقب، مسجلاً الهدف الثاني وسط انفجار جماهيري زلزل أرجاء الملعب.
شهدت دقائق مباراة مارسيليا ونيوكاسل المتبقية ضغطاً رهيباً من الفريق الإنجليزي لمحاولة التعديل، ودفع مدرب نيوكاسل بأوراقه الرابحة، لكن استبسال الدفاع الفرنسي وتألق الحارس رولي (Rulli) حالا دون ذلك، لتنتهي المباراة بفوز درامي لأصحاب الأرض.
إحصائيات وأرقام من القمة الأوروبية
أظهرت إحصائيات مباراة مارسيليا ونيوكاسل تفوقاً تكتيكياً لمارسيليا في استغلال الفرص (xG)، رغم أن نيوكاسل كان نداً قوياً في الاستحواذ.
رجل المباراة: بيير إيميريك أوباميانغ (تقييم 8.6) – سجل هدفين حاسمين.
نقطة التحول: الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني (46′ و 50′).
مؤشر الهجوم (Momentum): تظهر البيانات أن مارسيليا سيطر بالطول والعرض مع بداية الشوط الثاني، بينما حاول نيوكاسل العودة يائساً في الدقائق العشر الأخيرة (80-90) ولكن دون جدوى.
موقف الفريقين في ترتيب دوري الأبطال بعد المباراة
هذه النتيجة قلبت موازين المجموعة الموحدة في دوري الأبطال بشكل جذري:
نيوكاسل يونايتد: بهذه الخسارة، تجمد رصيد “الماجبايس” وتراجعوا إلى المركز الثامن برصيد 9 نقاط (من 5 مباريات: 3 فوز وخسارتين). هذا المركز يضعهم على الحافة، حيث أن المراكز الثمانية الأولى فقط هي التي تتأهل مباشرة لدور الـ 16، وأي تعثر قادم قد يدفعهم للملحق.
أولمبيك مارسيليا: الفوز في مباراة مارسيليا ونيوكاسل كان بمثابة طوق النجاة. صعد الفريق إلى المركز 19 برصيد 6 نقاط (فوزين و3 هزائم). ورغم أنهم لا يزالون في مناطق التأهل للملحق (من 9 إلى 24)، إلا أن الروح المعنوية بعد هزيمة فريق بحجم نيوكاسل ستعطيهم دفعة هائلة لباقي المشوار لضمان مقعد في الأدوار الإقصائية.
أثبتت مباراة مارسيليا ونيوكاسل أن دوري أبطال أوروبا لا يعترف بالتوقعات، وأن “شخصية البطل” قد تظهر في أصعب الأوقات. مارسيليا، الذي كان يعاني، عاد من بعيد بفضل خبرة نجومه وجحيم ملعبه. أما نيوكاسل، فعليه إعادة ترتيب أوراقه سريعاً، فالسقوط في “فيلودروم” ليس عيباً، ولكن الدرس المستفاد هو أن المباراة لا تنتهي إلا بصافرة الحكم، وأن التقدم المبكر قد يكون فخاً خادعاً.
جماهير مارسيليا ستنام الليلة وهي تحلم بالذهاب بعيداً، بينما سيعود جمهور نيوكاسل إلى إنجلترا بحسرة ضياع النقاط الثلاث التي كانت في المتناول.

















