تعرف على تفاصيل فوز روما على نيس في الدوري الأوروبي. اكتشف في تحليلنا الحصري كيف حطم المدافعان نديكا ومانشيني عقدة الهدف الواحد التي لازمت جاسبريني.
قبل انطلاق المباراة، كان التحدي الذي يواجه مدرب روما الجديد جيان بييرو جاسبريني واضحاً للجميع: فريقه يعاني من “عقدة الهدف الواحد”. ففي أربع مباريات تحت قيادته، لم يتمكن الفريق من تسجيل أكثر من هدف ، وهي مشكلة اعترف بها المدرب علناً، مشيراً إلى حذر الفريق المبالغ فيه بعد التقدم. لكن في ليلة أوروبية على ملعب “أليانز ريفييرا”، جاء الحل من مصدر غير متوقع على الإطلاق، حيث تحقق فوز روما على نيس بفضل أقدام ورؤوس المدافعين، ليعلنوا عن بداية جديدة لعهد جاسبريني.
⏱️| FULL TIME!
WE ARE OFF THE MARK WITH THREE POINTS IN THE LEAGUE PHASE!
FORZA ROMA #ASRoma | #NiceRoma | #UEL pic.twitter.com/ZhVo6lX3Wc
— AS Roma English (@ASRomaEN) September 24, 2025
فوز روما على نيس: كيف هيمن روما بلا أنياب؟
بدأ الشوط الأول بقصة مألوفة لمشجعي روما هذا الموسم: سيطرة شبه كاملة على الكرة ولكن بفعالية هجومية محدودة. استحوذ “الجيالوروسي” على مجريات اللعب، لكنهم واجهوا فريق نيس الذي بدا عازماً على وضع حد لسلسلة نتائجه الأوروبية السيئة، حيث لم يحقق الفوز في آخر 13 مباراة قارية له. اعتمد الفريق الفرنسي، الذي يعاني دفاعياً في الدوري المحلي باستقباله 13 هدفاً في 7 مباريات ، على التكتل الدفاعي وإغلاق المساحات، مما أحبط محاولات روما المنظمة.
كانت اللحظة الأبرز في الشوط الأول هي الهدف الذي سجله المدافع جيانلوكا مانشيني بضربة رأسية، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل بعد مراجعته. هذا المشهد لخص معاناة روما: الوصول إلى مناطق الخصم ممكن، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة، مما أدى إلى شوط أول سلبي النتيجة ومليء بالإحباط الذي تجلى في حصول لاعبي روما على ثلاث بطاقات صفراء.
مفتاح الفوز: كيف غيّر دخول بيليجريني مجريات اللعب؟
مع بداية الشوط الثاني، أجرى جاسبريني تبديلاً كان بمثابة نقطة التحول في المباراة، حيث دفع بقائد الفريق لورينزو بيليجريني. تأثير اللاعب الذي سجل هدف الفوز في ديربي العاصمة نهاية الأسبوع الماضي كان فورياً وحاسماً، ويمكن تلخيص بصمته في النقاط التالية:
- سلاح الضربات الثابتة: بعد سبع دقائق فقط من نزوله، نفذ بيليجريني ركلة ركنية متقنة ومقوسة نحو القائم القريب، لتجد رأس المدافع إيفان نديكا الذي حولها بقوة في الشباك، معلناً عن الهدف الأول.
- المحفز الهجومي: لم يكن بيليجريني مجرد منفذ للكرات الثابتة، بل كان “المحفز للنجاح” كما وصفته التحليلات. حركته المستمرة بين الخطوط وقدرته على الربط بين الوسط والهجوم بثت الثقة في الفريق بأكمله.
- صناعة الزخم: دخوله أعطى روما الزخم الذي كان يفتقده. فبعد ثلاث دقائق فقط من الهدف الأول، تمكن الفريق من تسجيل الهدف الثاني، مما يؤكد أن وجود القائد على أرض الملعب غيّر الحالة الذهنية للفريق بالكامل.
تحليل حصري: بصمة المدافعين الهدافين في ليلة أوروبية
للمرة الأولى هذا الموسم، يسجل روما أكثر من هدف في مباراة واحدة ، والمفارقة أن الفضل يعود بالكامل لقلبي الدفاع. هذا لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتاج مباشر لفلسفة جاسبريني التكتيكية.
إيفان نديكا: سلاح الضربات الثابتة الجديد
هدف نديكا لم يكن وليد اللحظة. الركلة الركنية التي نفذها بيليجريني كانت دقيقة، لكن تحرك المدافع الإيفواري كان أذكى، حيث هرب من الرقابة وتمركز في المكان المثالي عند القائم القريب ليحول الكرة برأسه بقوة. هذا الهدف يوضح الأهمية التي يوليها جاسبريني للكرات الثابتة كسلاح لكسر تكتل الفرق الدفاعية.
جيانلوكا مانشيني: الاختراق المعتاد من الخلف
بعد ثلاث دقائق، جاء الهدف الثاني ليؤكد أن ما حدث لم يكن مصادفة. في هجمة منظمة، أرسل الظهير كوستاس تسيميكاس، في أول مباراة له كأساسي، عرضية متقنة. من كان في قلب منطقة الجزاء لاستقبالها؟ المدافع جيانلوكا مانشيني، الذي أنهى الهجمة بتسديدة “فولي” رائعة. هذه الحركة هي “توغل معتاد للأمام” (trademark foray forward) لمانشيني ، وهي سمة أساسية في نظام جاسبريني الذي يشجع المدافعين على التقدم ودعم الهجوم، وهو ما حاول فعله في الشوط الأول قبل إلغاء هدفه.
رغم أن نيس قلص الفارق في الدقائق الأخيرة من ركلة جزاء سجلها تيريم موفي ، إلا أن روما تمسك بالنقاط الثلاث. لم يكن هذا مجرد انتصار عادي، بل كان بمثابة إعلان تكتيكي ونفسي. لقد تحقق
فوز روما على نيس بفضل تطبيق فلسفة مدربهم، حيث تحول المدافعون إلى منقذين وكسروا العقدة الهجومية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن أن يكون اعتماد جاسبريني على المدافعين الهدافين هو السلاح السري لروما في الدوري الأوروبي هذا الموسم؟