جاءت نتيجة مباراة ريال بيتيس وليون في الجولة الرابعة من الدوري الأوروبي 2025 لترسم ملامح ليلة أندلسية خالصة، حيث نجح أصحاب الأرض في تحقيق فوز مستحق ومهم بنتيجة 2-0، في لقاء احتضنه ملعب “استاديو دي لا كارتوخا” مساء الخميس.
هذا الانتصار، الذي جاء بأقدام مغربية وبرازيلية، لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان بمثابة إعلان قوي من كتيبة المدرب المخضرم مانويل بيليجريني عن رغبتها في المنافسة بقوة على بطاقات التأهل في هذه المجموعة المعقدة.
نتائج لأهم وأقوى مباريات اليوم الخميس #الدوري_الأوروبي #دوري_المؤتمر_الأوربي pic.twitter.com/VgGn3Z6ngU
— Newspoots (@newspootsfoot) November 6, 2025
شوط أول ناري يحدد ملامح اللقاء
دخل ريال بيتيس اللقاء وهو يدرك تماماً أن لا مجال للتفريط في النقاط على أرضه، خاصة أمام منافس عنيد بحجم أولمبيك ليون. منذ الدقائق الأولى، فرض الفريق الإسباني سيطرته على وسط الملعب، مستغلاً تحركات لاعبيه الديناميكية بين الخطوط.
الضغط المبكر لبيتيس أثمر عن الهدف الأول في الدقيقة 29، حينما ترجم النجم المغربي عبد الصمد الزلزولي (Abdessamad Ezzalzouli) أفضلية فريقه إلى هدف، مستغلاً هفوة دفاعية ليضع الكرة في الشباك وسط فرحة عارمة من الجماهير.
لم يكد فريق ليون، بقيادة مدربه باولو فونسيكا، يستفيق من صدمة الهدف الأول، حتى باغته ريال بيتيس بالهدف الثاني. فبعد ست دقائق فقط، وتحديداً في الدقيقة 35، تمكن البرازيلي أنتوني (Antony) من مضاعفة النتيجة، ليطلق رصاصة الرحمة فعلياً على آمال ليون في العودة خلال الشوط الأول.
انتهى الشوط بتقدم مستحق لبيتيس 2-0، وبأفضلية واضحة أظهرها مؤشر “الزخم الهجومي” (Attack Momentum) الذي أشار إلى سيطرة خضراء شبه كاملة.
إدارة ذكية للمباراة وبطاقة حمراء تنهي آمال ليون
في الشوط الثاني، حاول ليون العودة إلى أجواء المباراة. أجرى فونسيكا عدة تغييرات في محاولة لضخ دماء جديدة في خط هجومه، وظهرت بعض المحاولات الخجولة لتهديد مرمى بيتيس. ومع ذلك، اصطدمت كل محاولاتهم بصلابة دفاعية منظمة من فريق بيليجريني.
جاءت الدقيقة 65 لتكون المسمار الأخير في نعش الفريق الفرنسي. تعرض اللاعب ك. ميراه ر. سولت (K. Merah R. Sulc) للطرد المباشر بعد تدخل عنيف، ليكمل ليون المباراة بعشرة لاعبين. هذه البطاقة الحمراء جعلت مهمة العودة مستحيلة، ومنحت ريال بيتيس أريحية أكبر للتحكم في رتم اللعب.
عرف بيليجريني كيف يدير الدقائق المتبقية بذكاء. أجرى تبديلات تكتيكية للحفاظ على النتيجة، مثل دخول بي. جارسيا (P. Garcia) و ر. ريكيلمي (R. Riquelme) في الدقائق الأخيرة لتنشيط الفريق والحفاظ على الكرة، بينما بدا ليون عاجزاً ومنهكاً.
تحليل ما بعد المباراة: ماذا تعني نتيجة مباراة ريال بيتيس وليون؟
تعتبر نتيجة مباراة ريال بيتيس وليون أكثر من مجرد فوز؛ إنها تعيد ترتيب أوراق المجموعة. بناءً على جدول الترتيب العام الظاهر، كان ليون يسبق بيتيس بنقطة واحدة (9 نقاط مقابل 8 لبيتيس قبل هذه الجولة). هذا الفوز يقلب الطاولة ويضع بيتيس في موقف قوي، حيث رفع رصيده إلى 8 نقاط (حسب الصورة الملتقطة للمباراة)، مشعلاً الصراع على التأهل.
رجل المباراة (Player of the Match): استحق البرازيلي أنتوني لقب رجل المباراة بجدارة، حيث حصل على تقييم 7.9. لم يكن تميزه فقط بسبب الهدف الذي سجله، بل لتحركاته المستمرة على الجناح، وقدرته على خلق الفرص، والتزامه الدفاعي. لقد كان بحق المحرك الأساسي لهجوم بيتيس في اللقاء.
اعتمد كلا المدربين على خطة 4-2-3-1، لكن الفارق كان واضحاً في التطبيق. نجح بيليجريني في التفوق تكتيكياً، خاصة في معركة وسط الملعب، وعزل مهاجمي ليون، بينما فشل فونسيكا في إيجاد الحلول الهجومية أو التعامل مع النقص العددي.
النقاط الرئيسية من المباراة
- الفعالية الهجومية: سجل بيتيس هدفين من سيطرة واضحة في الشوط الأول، مما حسم اللقاء مبكراً.
- تألق مغربي: واصل عبد الصمد الزلزولي تقديم مستوياته الرائعة، وكان هدفه مفتاح الفوز.
- نقطة تحول: الطرد المباشر للاعب ليون في الدقيقة 65 أنهى أي أمل للضيوف في العودة.
- صراع التأهل: هذا الفوز يشعل المنافسة بقوة، ويضع بيتيس في قلب الصراع على المراكز المتقدمة.
في الختام، قدم ريال بيتيس أداءً قوياً ومقنعاً، واستحق الخروج بالنقاط الثلاث ليؤكد أن ملعبه سيكون مقبرة لخصومه في هذا الموسم الأوروبي. أما ليون، فعليه مراجعة حساباته سريعاً إذا أراد الحفاظ على حظوظه في الاستمرار بالبطولة.













