بالميراس يلدغ: باولينيو يقصي بوتافوجو بالمونديال

بالميراس يقصي بوتافوجو بلدغة باولينيو كأس العالم للأندية 1-0

افتتحت بطولة كأس العالم للأندية 2025 فصلاً جديداً من الإثارة والندية بمواجهة برازيلية خالصة. في قلب فيلادلفيا، وتحديداً في ملعب لينكولن فاينانشال فيلد، شهدت الجماهير مواجهة تاريخية جمعت بين بالميراس وبوتافوجو في دور الـ16. المباراة، التي أقيمت في 28 يونيو 2025، لم تحسم إلا في الدقيقة 100، عندما بالميراس يقصي بوتافوجو بلدغة باولينيو القاتلة، ليضمن “الفيرداو” مكانه في ربع النهائي. هذا الهدف المتأخر لم يكن مجرد لحظة حاسمة في مباراة، بل كان تتويجاً لصراع تكتيكي عنيف، جسد الإصرار على الفوز حتى الرمق الأخير في بطولة عالمية مرموقة.

ملخص مباراة بالميراس وبوتافوجو في كأس العالم للأندية 2025

لتقديم نظرة سريعة على أبرز تفاصيل المباراة، يوضح الجدول التالي أهم المعلومات:

العنصرالتفاصيل
المباراةبالميراس vs بوتافوجو
البطولةكأس العالم للأندية 2025 – دور الـ16
التاريخ28 يونيو 2025
المكانلينكولن فاينانشال فيلد، فيلادلفيا، الولايات المتحدة الأمريكية
النتيجة النهائيةبالميراس 1 – 0 بوتافوجو (بعد الوقت الإضافي)
مسجل الهدفباولينيو (الدقيقة 100)
البطاقات الحمراءغوستافو غوميز (بالميراس) – د.116 (بطاقتين صفراوين)
التقدم للدور التاليربع النهائي ضد الفائز من بنفيكا وتشيلسي

 

معركة تكتيكية شرسة في فيلادلفيا

لم تكن المباراة نزهة، بل كانت معركة حقيقية على أرض الملعب، اتسمت بالصراعات البدنية والتحفظ التكتيكي من كلا الجانبين. الشوط الأول شهد تفوقاً نسبياً لبالميراس في الاستحواذ على الكرة، لكنه لم ينجح في خلق فرص حقيقية لتهديد مرمى بوتافوجو. تميزت الفترة الأولى بكثرة الأخطاء والالتحامات، مما دفع الحكم فرانسوا ليتكسييه لإشهار ثلاث بطاقات صفراء، منها واحدة لغوستافو غوميز من بالميراس واثنتان لألكسندر باربوزا وأليكس تيليس من بوتافوجو. حارس مرمى بوتافوجو، جون، كان نجم الشوط الأول، حيث تصدى لتسديدة خطيرة من ريتشارد ريوس في اللحظات الأخيرة.

في الشوط الثاني، استمر بالميراس في الضغط، مع محاولات من إستيفاو وآلان عبر الأجنحة، لكن دفاع بوتافوجو وحارس مرماه واصلا صمودهما. أُلغي هدف لإستيفاو بداعي التسلل، واستمر جون في تألقه بتصديه لرأسية ماوريسيو. مع اقتراب الوقت الأصلي من نهايته، تباطأ إيقاع اللعب بشكل ملحوظ بسبب حرارة الجو في فيلادلفيا، مما دفع المباراة إلى الأشواط الإضافية بعد التعادل السلبي. هذا التباطؤ لم يكن مجرد نتيجة للإرهاق، بل عكس أيضاً مدى التوازن التكتيكي بين الفريقين، حيث أظهر كل منهما قدرة فائقة على تحييد خطورة الآخر، مما جعل الحسم يتطلب جهداً إضافياً.

بالميراس يقصي بوتافوجو بلدغة باولينيو في الوقت القاتل

مع بداية الوقت الإضافي، استمرت الإثارة، حيث واصل حارس بوتافوجو، جون، تألقه بتصدي آخر لتسديدة قوية من ريتشارد ريوس. لكن في الدقيقة 100، جاءت اللحظة الحاسمة التي غيرت مجرى المباراة. البديل باولينيو، الذي دخل بدلاً من فيتور روكي، تلقى الكرة من ريتشارد ريوس. بمهارة فردية فائقة، راوغ باولينيو دفاع بوتافوجو، ثم قام بتمويه التسديدة، وقطع الكرة نحو الداخل، ليطلق تسديدة أرضية يسارية متقنة استقرت في الشباك، مسجلاً هدف الفوز الوحيد لبالميراس.

وصف باولينيو الهدف بأنه جاء في “لحظة عاطفية للغاية” بعد مباراة صعبة، مشيراً إلى أنه استلهم تسديدته المنخفضة من نصيحة المدرب، مؤكداً أن الهدف منحه ثقة كبيرة بعد فترة صعبة مر بها بسبب الإصابة. هذا الهدف لم يكن مجرد لمسة فنية، بل كان تجسيداً للفعالية السريرية والتوظيف التكتيكي الصحيح، حيث استغل باولينيو نقطة ضعف محددة في أداء الحارس، ليحول الجهد الجماعي إلى مكافأة فورية. كما أنه يمثل قصة انتصار شخصي للاعب تجاوز تحديات الإصابة، مما أضفى بعداً إنسانياً على هذا الانتصار الكبير.

صمود “الفيرداو” بعد طرد غوستافو غوميز

بعد الهدف، حاول بوتافوجو العودة للمباراة، لكنه افتقر إلى الإبداع، معتمداً على الكرات الهوائية والتسديدات البعيدة. زادت صعوبة المهمة على بالميراس عندما تلقى قائده غوستافو غوميز البطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 11 من الشوط الإضافي الثاني (الدقيقة 116 إجمالاً) بعد اشتباك مع ألكسندر باربوزا، ليُطرد من الملعب. على الرغم من اللعب بعشرة لاعبين في الدقائق الأخيرة، أظهر دفاع بالميراس صلابة استثنائية، وصمد أمام الضغط الأخير لبوتافوجو، ليحافظ على تقدمه ويؤمن الفوز الثمين.

هذا الصمود تحت الضغط يبرز مرونة الفريق وقدرته على التكيف مع الظروف الصعبة. الطرد كان اختباراً حقيقياً لتماسك بالميراس، وقد أثبت الفريق قدرته على التغلب على هذا التحدي الكبير. مدرب بالميراس، أبيل فيريرا، أشاد بفريقه قائلاً: “لا تستسلم أبداً، لا تتنازل أبداً… قدمنا مباراة رائعة. أعتقد أننا قمنا بعمل جيد للغاية طوال 90 دقيقة، بالإضافة إلى الوقت الإضافي. عندما احتجنا إلى المعاناة، عانينا”. هذه التصريحات تعكس التزام الفريق بفلسفة المدرب، وتؤكد أن الانتصار لم يكن محض حظ، بل نتيجة إرادة قوية وقدرة على “المعاناة” من أجل تحقيق الهدف.

فصل جديد في التنافس البرازيلي: بالميراس وبوتافوجو

لم تكن هذه المباراة مجرد مواجهة عادية في كأس العالم للأندية؛ بل كانت فصلاً جديداً في التنافس “المثير” بين بالميراس وبوتافوجو، وهما فريقان يمتلكان تاريخاً حافلاً من المواجهات الدرامية. يتذكر عشاق كرة القدم كيف تفوق بالميراس على بوتافوجو في سباق الدوري البرازيلي 2023، بعد أن قلب تأخراً بفارق 13 نقطة، محققاً فوزاً مثيراً بنتيجة 4-3 كان نقطة تحول في مسيرته نحو اللقب. في المقابل، رد بوتافوجو اعتباره في كأس ليبرتادوريس 2024، حيث أقصى بالميراس من دور الـ16 قبل أن يمضي قدماً ويتوج باللقب القاري.

هذه الخلفية التاريخية أضفت على مواجهة كأس العالم للأندية 2025 طابعاً خاصاً من التوتر والندية، مما جعل فوز بالميراس “بلدغة باولينيو” أكثر حلاوة وأهمية. التنافس بين الفريقين يتجاوز مجرد النقاط أو التأهل؛ إنه صراع على الهيمنة الكروية في البرازيل، وكل مواجهة بينهما تحمل ثقلاً نفسياً وتاريخياً كبيراً. هذا الفوز لم يكن مجرد تقدم في البطولة، بل كان بمثابة رد على الهزيمة السابقة في ليبرتادوريس، مما يضيف طبقة من التعقيد والدراما إلى السرد الكروي.

مسيرة “الفيرداو” نحو ربع النهائي

بهذا الفوز الدرامي، حجز بالميراس مقعده في الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية 2025، ليواصل مسيرته الطموحة في البطولة العالمية الموسعة. سيبقى “الفيرداو” في فيلادلفيا استعداداً لمواجهته القادمة في 4 يوليو، والتي ستكون ضد الفائز من المواجهة الأوروبية الكبرى بين بنفيكا وتشيلسي. هذه المباراة المرتقبة تعد اختباراً حقيقياً لطموحات بالميراس في البطولة، حيث يواجه تحدياً من العيار الثقيل ضد أحد عمالقة أوروبا. التقدم في هذه البطولة الموسعة يتطلب ليس فقط المهارة، بل أيضاً القدرة على التكيف مع أساليب لعب مختلفة والتعامل مع ضغط المباريات المتتالية.

انتصار الإرادة و”لدغة” حاسمة

في الختام، كانت مواجهة بالميراس وبوتافوجو في كأس العالم للأندية 2025 درساً في الإصرار والتكتيك، حيث بالميراس يقصي بوتافوجو بلدغة باولينيو التي لن تُنسى. لم يكن الفوز مجرد نتيجة في مباراة، بل كان تأكيداً على قدرة بالميراس على الصمود تحت الضغط، والاستفادة من لحظات الإلهام الفردي في أصعب الظروف. هذا الانتصار يعكس روح الفريق القتالية والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، مما يجعله حدثاً بارزاً في مسيرة النادي. تتطلع الجماهير الآن إلى رؤية ما ستحمله الجولات القادمة لـ”الفيرداو” في سعيهم نحو المجد العالمي، مع ترقب كبير للمواجهة الأوروبية القادمة التي ستحدد مدى طموحاتهم في هذه النسخة التاريخية من كأس العالم للأندية.

 

تابعنا على جوجل نيوز
حمل تطبيق newspoots

Join WhatsApp

Join Now

---Advertisement---

أضف تعليق