فرايبورغ يضرب نيس بثلاثية 3-1 في ليلة أوروبية حاسمة على ملعب “أليانز ريفيرا”، قدم نادي فرايبورغ الألماني درساً تكتيكياً قاسياً لمضيفه نيس الفرنسي. كان إعلاناً صريحاً عن نهاية آمال الفريق الفرنسي في الدوري الأوروبي لهذا الموسم.
دخل فرايبورغ، تحت قيادة مديره الفني جوليان شوستر، المباراة وهو يعلم أن الفوز يضعه على أعتاب التأهل. في المقابل، كان نيس، بقيادة فرانك هايس، يلعب بفرصته الأخيرة، محاولاً إنقاذ حملة أوروبية كارثية لم يرَ فيها طعم الفوز أو حتى التعادل.
المباراة التي جرت في 6 نوفمبر 2025، أظهرت الفوارق الكبيرة بين فريق يصارع في القمة وفريق آخر يغرق في القاع. النتيجة النهائية 3-1 عكست واقعية الألمان وقسوتهم أمام دفاع فرنسي مُنهار، وهو ما يفسر لماذا فرايبورغ يضرب نيس بثلاثية بهذه السهولة الواضحة في الشوط الأول.
13 دقيقة نارية: كيف حسم فرايبورغ اللقاء قبل الاستراحة؟
قد يظن البعض أن المباراة كانت سهلة من البداية، لكن الحقيقة أن نيس هو من بادر بالتسجيل. في الدقيقة 25، تمكن المهاجم كيفن كارلوس أوموروي من خطف هدف التقدم لنيس، مشعلاً حماس الجماهير الفرنسية التي أملت في “ريمونتادا” أوروبية تبدأ من هذه اللحظة.
لكن هذا الهدف لم يكن سوى الشرارة التي أيقظت الوحش الألماني.
لم يدم تقدم نيس طويلاً. ففي الدقيقة 29، وبعد 4 دقائق فقط من هدف نيس، نجح جوهان مانزامبي في تعديل الكفة لفرايبورغ، مستغلاً ارتباكاً دفاعياً واضحاً في صفوف أصحاب الأرض. هذا الهدف كان بداية الانهيار.
استمر ضغط فرايبورغ، ومع الدقيقة 39، حصل الفريق الألماني على ركلة جزاء مستحقة، انبرى لها الأخصائي الإيطالي فينتشنزو غريفو، ليضعها في الشباك بثقة، معلناً تقدم فرايبورغ 2-1.
وقبل أن يفيق فريق نيس من صدمة الهدف الثاني، وقبل أن يطلق الحكم أناستاسيوس سيديروبولوس صافرة نهاية الشوط الأول، أطلق دوري-شيرهانت رصاصة الرحمة. في الدقيقة 42، سجل شيرهانت الهدف الثالث، مستغلاً التفكك الكامل لخطط هايس الدفاعية.
انتهى الشوط الأول بنتيجة 3-1، لكنه في الواقع، أنهى المباراة تماماً. ثلاث أهداف في 13 دقيقة فقط (من الدقيقة 29 إلى 42) كانت كافية لتحطيم معنويات نيس وإنهاء آماله.
تحليل تكتيكي: تفوق شوستر (4-2-3-1) على فوضى هايس (3-4-2-1)
لعب فرانك هايس بخطته المعتادة 3-4-2-1، معتمداً على الثلاثي فانهاوت، باه، وميندي في الخلف. لكن هذه الخطة أثبتت فشلها الذريع أمام الضغط العالي والتحولات السريعة التي طبقها جوليان شوستر بخطته 4-2-3-1.
مشكلة نيس: الخطة الثلاثية في الخلف كانت مكشوفة تماماً على الأطراف. الظهيران (ديوب وجوفيلا) كانا يميلان للهجوم لتعويض النقص العددي في الوسط، مما ترك مساحات شاسعة استغلها ببراعة ثلاثي فرايبورغ المرعب خلف المهاجم: غريفو، سوزوكي، ومانزامبي.
براعة فرايبورغ: شوستر لعب بذكاء. عرف أن دفاع نيس هش، فاعتمد على اللعب المباشر والضغط المستمر. فينتشنزو غريفو لم يكن مجرد مسجل لركلة الجزاء، بل كان العقل المدبر (الـ “Playmaker”) الذي حرك الفريق من اليسار، بينما قدم الياباني سوزوكي دعماً كبيراً في العمق.
الشوط الثاني كان مجرد تحصيل حاصل. فرايبورغ أدار المباراة بذكاء، حافظ على الكرة، وقام ببعض التبديلات لإراحة لاعبيه، بينما بدا نيس عاجزاً تماماً عن الرد، فاقداً للثقة والروح.
فرايبورغ يضرب نيس بثلاثية… ونهاية حزينة بـ 0 نقاط
هذا الفوز الألماني يؤكد الكارثة التي يعيشها الفريق الفرنسي أوروبياً. بالنظر إلى جدول الترتيب (كما تظهر الصورة الثانية)، فإن هذه الهزيمة هي الرابعة على التوالي لنيس في المجموعة.
- نيس (Nice): المركز 35 (في الترتيب العام للبطولة).
- المباريات: 4
- الانتصارات: 0
- التعادلات: 0
- الهزائم: 4
- النقاط: 0
- فارق الأهداف: -5 (سجل 4 واستقبل 9)
- المسيرة: L L L L (خسارة – خسارة – خسارة – خسارة)
هذه الأرقام تعني أن نيس ودع البطولة رسمياً من دور المجموعات، وبسجل “صفري” مخجل. أربع هزائم متتالية تضع إدارة النادي والمدرب هايس تحت ضغط هائل.
فرايبورغ: 9 نقاط ومسيرة قوية نحو الأدوار الإقصائية
على النقيض تماماً، يواصل فرايبورغ حملته الأوروبية الممتازة. بهذا الفوز، رفع الفريق رصيده إلى 9 نقاط، محتلاً مركزاً متقدماً في ترتيب البطولة (المركز 3 في اللقطة).
- فرايبورغ (Freiburg): المركز 3.
- المباريات: 4
- الانتصارات: 3
- التعادلات: 0
- الهزائم: 1
- النقاط: 9
- المسيرة: D W W W (تعادل – فوز – فوز – فوز) – ملاحظة: الصورة تظهر D W W W، مما يعني أن مباراتهم الأولى كانت تعادلاً، ليكون لديهم 10 نقاط، ولكن الصورة تظهر 9 نقاط بـ 3 فوز و 1 خسارة. بغض النظر، هم في وضع ممتاز.
هذه النتيجة تضع فرايبورغ في موقف ممتاز للتأهل، وربما لصدارة المجموعة، مما يمنحهم أفضلية في قرعة الدور القادم.
فرايبورغ يضرب نيس بثلاثيةماذا بعد ؟
قدم فرايبورغ عرضاً قوياً يؤكد أنه فريق لا يستهان به في الدوري الأوروبي هذا الموسم. بفضل 13 دقيقة نارية في الشوط الأول، حسم الألمان المباراة، وأرسلوا نيس إلى مقصلة الخروج الأوروبي بـ “صفر” من النقاط.
الآن، يجب على نيس ومدربه فرانك هايس نسيان الكابوس الأوروبي والتركيز حصراً على الدوري الفرنسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الموسم الكارثي، بينما يتطلع جوليان شوستر ورجاله إلى ما هو أبعد من ذلك في مغامرتهم الأوروبية الواعدة.
التعليقات
